وفي ربوع القرى والبلدات في قضاء بنت جبيل التي شرعت قلوبها لاستقبال المغتربين من مختلف البلدان، ينعم الجنوبيون بطمأنينة لا تخلو من الحذر احياناً، فهؤلاء الذين تجرأوا على القدوم هذا العام، منهم من قرر الاقامة في بلدته وعدم التنقل الى بيروت او الاماكن البعيدة كما كانوا يفعلون في السنوات الماضية.
واقتصر وجود المغتربين على الوافدين من اوستراليا و المانيا و اميركا و افريقيا بأعداد تدنت قليلاً عن السنة الماضية اضافة الى الوافدين من بيروت و الضاحية الجنوبية بهدف الاصطياف، ما يرفع عدد المقيمين في البلدات و يتبع ذلك زيادة واضحة في الحركة التجارية في المنطقة.
لا يخفي المغترب حسن شامي من مدينة بنت جبيل ان الاوضاع اثّرت قليلاً على قدوم المغتربين الذين قرر بعضهم الغاء حجوزاتهم من الولايات المتحدة الى لبنان وذلك بسبب ما يحصل، لكن شامي يؤكد ان مستوى القلق لدى المصطافين لم يمنع جزءاً كبيراً منهم من المجيئ الى بنت جبيل و يختم " بلادنا كل عمرا هيك " واذا كل سنة نلتفت للاوضاع فاننا لن نأتي اليها و هذه بلادنا و تعودنا عليها".
الى ذلك ترى المغتربة زينب فرحات من بلدة برعشيت الجنوبية ان الامور في الجنوب مطمئنة بحسب ما نراه من اجراءات امنية مشددة، و تنقلنا يقتصر فقط على زيارة الاهل و الاقارب والسهر و احياناً في الاستراحات والمطاعم و المنتجعات و الحدائق العامة، إلا أننا رغم ذلك ما نزال متمسكين بفسحة الأمل التي اعتدنا عليها كون اللبناني لم يقبل يوما بأن يكون بهذه الحالة وكلنا أمل بأن هذا الواقع سيتغيّر قريبا لتعود الامور افضل بكثير مما كانت عليه من قبل.
اما الاداري في مطعم " الكاشف " محمد فواز، يرى ان الموسم هذا العام بدأ يتحسن بعد شهر رمضان مباشرة، اما مقارنة بالعام الماضي، فأن حركة الرواد تعتبر هي ذاتها بل افضل قليلاً .ويلفت فواز ان هناك نسبة كبيرة من زبائنه من المغتربين و كذلك من " البيارتة" و اعتبر ان الاوضاع الامنية لم تؤثر، فالناس بحاجة لكسر الروتين و رتابة الحياة رغم ما يمر بالبلاد.