الان، سقطت الورقة الأخيرة من على شجرة ًروزنامته ً، ولم يعد بيدنا إلا ان نهيل التراب على جثة مسائنا الأخير ، ثم نفتح أكفنا ونحن نقرا الفاتحة في وداع العم ًأبو خليل ً وهو لم يزل في عز اناقته رغم الأيام التي نالت منه ، ورغم انه شح حتى كاد لم يبق منه سوى خيط من ضؤ، الان ، مات الشاهد الأخير على أيام العز لسوق بنت جبيل الذي كان ناضجا بمواسم القرى ، لم يبق احد من تجار الجملة ، ولم يعد من احد يسجل على دفتر الأستاذ ولم يعد من احد يستودع دفتر الدين على ً السكملة ً ،وولم يعد من احد يجمع ويطرح دون آلة حاسبة، ولم يعد من احد يجيب على الأسئلة المتعلقة بأسباب تراجع السوق، وبالكساد الاقتصادي، وبحركة الناس التي لا تولد حركة نقد موازيه، الان ، مات السوق ولم يعد من بقاياه سوى اثنتين من العيون تدوران كالرحى في محجر العمر هما عينان ً أبو عادل ً محمد نجيب بيضون، ولم يبق من حركة العشاق السابقين سوى قلب مكسور وآنية أرواح فارغة للذين استشهدوا في مجزرة السوق.
لم يقل لنا ًابو خليل ً الكثير من الأسرار عندما زرته مع ابنتي لنحمل عنه حكاية السوق 0 فقط ترحم على الأيام الخوالي وعلى أقرانه ، ضحك لاسمائهم ، وتحررت عيناه ، وكاد ان يبكي لولا أنني مشيت الى اوراقه لعلني اجد امرأة تسكن في كلمه .