ومن أبرز أعمال الهيئة بعد العدوان، إقامة منشأة كبيرة للتدريب على الإنقاذ والإسعاف. وبدأ العمل في هذه المنشأة التي أقيمت في بلدة كفرا الجنوبية، مع بدايات العام 2008. وهي تعتبر الأكبر في لبنان، وتعمل وفق مواصفات عالمية لأعمال التدريب على عمليات الإنقاذ والإسعاف، وهي مزودة بالمعدات اللازمة التي لم تكن متوافرة قبل سبعة أعوام.
قطعت الهيئة وفق مدير المنشأة صلاح رميتي شوطاً مهماً في تدريباتها العملانية واللوجستية، وهي تستعد للمزيد من أعمال التطوير لتكون على قدر المهمات والتحديات المطلوبة. وخضع المئات من كوادر الهيئة ومتطوعيها، إضافة إلى عدد من ممثلي الهيئات العاملة في مجال الإنقاذ والإسعاف، إلى دورات تدريبية على يد عدد من الاختصاصيين من بينهم مدرب من النرويج، وذلك في إطار عملية التعاون مع المؤسسات الأهلية والمدنية.
وأهم هذه الدورات دورة اختصاص جراحي للمسعفين، وهي مرحلة متقدمة من عمليات الإسعاف التقليدية، حيث أجرى المشاركون تدريبات عملانية، على بعض الحيوانات، التي تتطابق خصائصها العضوية والفيزيولوجية مع الإنسان.
ويشير رميتي إلى أن «الدورات التدريبية المتواصلة تتألف من ثلاث مراحل: إسعاف أولي، إسعاف اختصاص وإسعاف جراحي، إضافة إلى تدريبات مكثّفة على عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض، من خلال معدات حديثة قادرة على رفع أسقف اسمنتية على علو معين، ليتمكن المسعف أو المنقذ من انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض».
ويوضح رميتي أنّ «ثمة توجهاً إلى تطوير عمل المنشأة، لتشمل إسعافات حوادث السير بطريقة عملانية تمكّن المسعفين والمنقذين من أداء دورهم بالشكل المطلوب». ويؤكد أنّ غالبية المسعفين والمنقذين حائزون شهادات في هذا المجال.
