وينهمك الخبراء بالتعاون مع أكثر من أربعين عاملاً ينتشرون على مساحة أكثر من خمسمئة متر مربع، في أخذ قياسات الحجارة على اختلافها والقيام بحفريات في محيط المعبد والباحة الخارجية المسيجة بجدران ضخمة، وجمع البقايا الفخارية والزجاجية التي يعثر عليها أثناء أعمال التنقيب والعمل على تنظيفها وثم حفظها وتوثيقها قطعة قطعة.
ويعتبر المعبد المكتشف الواقع عند الطرف الغربي لموقع الآثار البحرية فريداً من نوعه في لبنان والمنطقة لناحية اكتماله وحفاظه على الحجارة الرملية الضخمة التي شيد بها «مذبح» المعبد والبالغ طول الواحد منها مئة وخمسة وستين سنتمتراً بعرض ستين سنتمتراَ. وتوجد إلى جانب المذبح محرقة لحرق عظام الذبائح.
تقول بدر: «إنّ الأعمال الجارية في موقع المعبد، تستمر حتى 14 الشهر الجاري، ويشارك فيها خبراء أجانب ولبنانيون. ويمول الأعمال متحف الجامعة الأميركية وذلك بعد موافقة وزير الثقافة غابي ليون والمديرية العامة للآثار».
وتشير بدر إلى أنّ «أهمية اكتشاف المعبد الفينيقي في صور تكمن في الدرجة الأولى باكتمال عناصر المعبد، على عكس بعض المعابد الفينيقية التي كانت اكتشفت سابقاً ومنها معبدا أشمون في صيدا وعمريت في سوريا، اللذان يحملان ذات الزخرفات الحجرية».
تضيف: «وجد إلى جانب المعبد، حيث بدأت أعمال التنقيب في العام 1974 عددٌ من برك المياه المستطيلة والآبار، وقد تم العثور أثناء عمليات التنقيب على قطع فخارية وزجاجية صغيرة، نعمل على تنظيفها وحفظها وتوثيقها للإفادة منها في دراساتنا وأبحاثنا عن المعبد الذي يبلغ طوله عشرين مترا وعرضه ستة امتار، وهو جزء من أبحاث أثرية منذ أربعين سنة».
ويشير مسؤول المواقع الأثرية في الجنوب علي بدوي إلى أنّ العمل في المعبد الفينيقي المكتشف في صور، يأتي في إطار استكمال الدراسات التي تقوم بها المديرية العامة للآثار في موقع الآثار البحرية.
ويلفت إلى «إن البعثة الأثرية تنفذ أعمال توثيق للكشف عن مزيد من تاريخ صور في الحقبة الفينيقية التي لا يعرف الكثير عنها». ويؤكد أنّ «البعثة التي تعمل حالياً في المعبد الفينيقي تمثل أهمية استثنائية كونها تعمل في معبد فينيقي مكتمل في مدينة تستمد تاريخها من الحضارة الفينقية».
