أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مؤونة الحرب في جنوب لبنان " بين العقلانيين و المستهترين " هناك دولة غائبة عن السمع

السبت 07 أيلول , 2013 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,277 زائر

مؤونة الحرب في جنوب لبنان " بين العقلانيين و المستهترين "  هناك دولة غائبة عن السمع

وعلى قاعدة "اسأل مجرب" تقوم بعض العائلات بمجهودات خاصة، بوضع خطط و سيناريوهات لأيام مقبلة قد تكون الاسوأ منذ حرب تموز 2006، في ظل غياب رسمي تام للتوعية العامة والارشادات الصحية والنفسية لأي طارئ قد يحدث في المستقبل القريب. 

لا تلام العائلات على ما تقوم من تزود المواد اللازمة، في حين يرى بعض الناس ان الموضوع مبالغ فيه، و ليست كما يتصورها البعض. تقول فاطمة و هي من بلدة عيترون الحدودية ان " الامور ذاهبة نحو المجهول، و لدينا تجربة واضحة يمكننا ان نتعلم منها و هي حرب تموز 2006، فمن الضروري ان نقوم بالتموين و تجهيز بعض الامور الضرورية التي قد نفتقدها بأي لحظة اذا وقعت الحرب".

حسن جمعة من مدينة بنت جبيل الذي صمد ايضاً طيلة 20 يوماً اثناء حرب تموز 2006، يستغرب هذا الاستهتار و التقصير من قبل المعنيين في توعية ابناء هذه المنطقة المعرضة دائماً لاعتداءات من قبل العدو الاسرائيلي الناقم بالخصوص على بلدات انهزم فيها سابقاً و يقول " على الاقل لتضع لنا وزارة الصحة خطة اخلاء في حال امتدت الحرب الى مناطقنا"! وحمّل جمعة المسؤولية كاملة للدولة و البلديات " الغائبة تماماً عن السمع".

علي دخل الله يقول " اللبنانيين بطبعهم شعب " مستهتر " فمثلاًَ في الاسبوع الماضي عندما كان المستوطنون في فلسطين المحتلة يتهافتون على شراء الاقنعة الواقية من المواد الكيماوية، هناك في لبنان من بدأ بـ " الشماتة و  السخرية "، في حين ان في منطقتنا لا يوجد قناع واقي واحد" و يقول " لنتعلم من عدونا فأنه يدرك الامور جيداً، عدونا يعلم و يدرس الاطفال في الملاجئ و نحن ننتظر اسقف منازلنا لتتساقط على رؤوس اطفالنا". ويرى انه في ظل غياب الدولة عن ادارة كوارث محتملة، على كل واحد منا ان يقوم بنفسه بوضع خطة كاملة من تموين و اخلاء الخ.. 

علي درويش مواطن من بلدة كونين يقول" التزود للحرب مفيد اذا كانت اثار الحرب جزئية وبسيطة، و الانسان العاقل في هذه المرحلة هو من يقوم بكافة الاحتياطات و يتأبط علبة حليب لأطفاله، حتى ان لم تصلنا الحرب، فالاحتياط واجب احياناً، ومن يستهتر من بعض الناس، يمكن ان تنطبق عليه قصة الذئب والراعي، فتأتي الحرب فعلا، ويكون التهاون هذه المرة في غير محله، ويكون البعض ممن خبروا تجارب سابقة خصوصاً ممن بقي في هذه المناطق في حرب تموز ضحايا لسوء تدبيرهم.

المختار غسان شرارة صاحب محطة لتعبئة الغاز، اكد لموقعنا ان هناك تهافت من قبل المواطنين لشراء الغاز وقال " الامور ليست بهذا الشكل، وفي النهاية لكل شخص حساباته و تحليلاته و اعتقاداته" .

مسؤول منطقة بنت جبيل في الصليب الاحمر اللبناني خالد بزي، يقول ان هناك خطة وضعت للعاملين في الصليب الاحمر، لمواجهة اي تطور محتمل على الارض، و يقول " مراكزنا بمنطقة بنت جبيل تفقتد للاقنعة الكيماوية، وكذلك لـ اللباس وهذا ما سنسعى الى تأمينه خلال الايام القليلة المقبلة، بالاضافة الى حصولنا على موافقة من ادارة الصليب الاحمر لاقامة دورات توعية للمجتمع المدني قد تنفع في اي حرب مقبلة.

تأتي هذه الاستعدادات في ظل تواجد كبير لعائلات جنوبية كانت تسكن في بيروت واضطرت الى اللجوء مؤقتاً الى الجنوب بسبب الاوضاع الامنية، وكذلك في ظل تواجد كثيف لنازحين سوريين، فروا من بلادهم تحت وطأة الحرب والخوف من الموت والدمار.

يشار الى ان مستشفى بنت جبيل الحكومي اقامت خلال الايام القليلة الماضية ورشة للاطباء والممرضين العاملين فيها  فيه حول كيفية التعامل مع اي هجوم كيميائي. بالاضافة الى مناورة اقامتها الهيئة الصحية الاسلامية، في ايار الماضي حول كيفية التعامل مع الكوارث، و سبقها دورات تدريبية اقامها اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل و اتحاد بلديات جبل عامل، للعاملين في البلديات،  تضمنت ثلاثة عناوين : انقاذ، اخلاء، و اسعاف، وبقيت كل هذه التدريبات ضمن المتدربين عليها في حين لم تطرح امام الاهالي لكيفية التعامل معها. 

عام 1990 واثر اجتياح الكويت،لم يبق بيت في الجنوب الا وقام بتموين ذاته تخوفا من آثار الحرب، ونوافذ الزجاج شهدت حكاية اخرى، حين كان الناس يلصقونها باللاصق الشفاف،خوفاً من تحطم النوافذ و المواد الكيميائية.

في هذه الايام، تأسف فقط، على الفقراء اذ يتفرجون على من يشترون مؤونة الحرب، فلا يشترون ولاقدرة لهم على الشراء اصلا، وكأن المكتوب عليهم، ان يلوذوا بجمر الصبر، ولربما في حالات اخرى تقول إن الله ينجيهم، قبل غيرهم ممن اتخذوا اجراءات شاملة!.

Script executed in 0.19155287742615