أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

سفيرة الاتحاد الاوروبي رعت افتتاح معرض ثقافة حماية البيئة والمياه في الحضارة الاسلامية في الدوير

الإثنين 09 أيلول , 2013 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,028 زائر

سفيرة الاتحاد الاوروبي رعت افتتاح معرض ثقافة حماية البيئة والمياه في الحضارة الاسلامية في الدوير

 وحضره الى باتورال، ممثل مجلس الانماء والاعمار المهندس سامي فغالي،رئيس جمعية العمل البلدي في حزب الله في لبنان الدكتور مصطفى بدرالدين، امام بلدة الدوير السيد كاظم ابراهيم، رئيس بلدية الدوير المحامي محمد قانصو، مديرة ثانوية العالم رمال رمال هلا حجيج ، وشخصيات سياسية واجتماعية وتربوية وبيئية وفاعليات ومهتمين.

بعد تقديم وترحيب من المُربي عدنان جوني ، ألقى نائب رئيس بلدية الدوير المهندس حسين حطيط كلمة باسم رئيس البلدية أشار فيها "الى ان فكرة هذا المشروع أتت عندما إجتمع عدد قليل من أبناء بلدة الدوير من المختصين، المقيمين والمغتربين وقرروا العمل على وضع مشروع لخدمة البلدة، وما أن أعلن الإتحاد الاوروبي عن فرصة لتقديم إقتراحات مشاريع إنمائية للبلديات، حتى تم البدء بكتابة هذا المشروع وهي مرحلة لم تكن بالسهلةِ ابداً، وشارك بها أبناء البلدةِ في المجلس البلدي ومؤسسة الثقافة الاسلامية الإسبانية التي كانت تضمّ خبيرة في هندسة البيئة من الدوير. فتخطى مشروع الدوير الخضراء المرحلة الأولى بنجاح ثم فاز مع 3 بلديات أخرى على صعيد لبنان من أصل عشرات البلديات التي قدمت مشاريعَها وهكذا تم تمويل المشروع بقيمة 80 ألف يورو من قبل الإتحاد الأوروبي وحوالي 10 ألاف يورو حصة بلدية الدوير".

وقال: إن مشروع الدوير الخضراء، هو مشروع بيئي هدفه نشر الثقافة والوعي البيئي بين المواطنين بمختلف فئاتهم بالإضافة الى حماية البيئة ورفع مستوى النظافة في البلدة.

اضاف: إن النظافة في قريةٍ ما، تعبّر عن المستوى الثقافي والحضاري لسكانِها، كما أن الوعي البيئي وحماية الموارد الطبيعية والمحافظة على النظافة يالإضافة الى زراعة الأشجار، كل هذا يعتبر جزء لا يتجزأ من المعتقدات الدينية الإسلامية.

واضاف: نلتقي اليوم حول معرض ثقافة حماية البيئة والمياه في الحضارة الإسلامية. هذا المعرض الذي اقامته مؤسسة الثقافة الإسلامية في إسبانيا الشريك الأوروبي لمشروعِنا والذي غاب مديرُها عن الحضور اليوم بسبب الأوضاع الإقليمية المتوترة والمحلية غير الأمنة. إن هذا المعرض هو لإثبات بأن هذا الدين القويم قد طبّق ما دعا إليه على مرّ التاريخ وتجسّد هذا الأمر في تنظيم وتتطوير فن تنسيق الحدائق وإدارة المياه في بلاد الأندلس حيث ترك المسلمون هناك

للتاريخ والمستقبل جنائن ومشاريع مائية، هندسة وعلوم، فن وأدب وموسيقى فماذا سنترك نحن للمستقبل ولأبناِئنا ولباقي الشعوب.

ثم تلا حطيط رسالة من ممثل مؤسسة الثقافة الاسلامية الاسبانية فرانسيسكو مارتن قال فيها "يسرنا أن يتم اليوم تدشين معرض «المحافظة على البيئة والموارد المائية في الثقافة الإسلامية ، ولقد انصرم أكثر من عام ونصف منذ أن خطا مشروع « بلدة الدوير الخضراء » خطواته الأولى. إن الهدف الأولي لهذا المشروع كان واضحا: تحسين تدبير نفايات البلدية وتـنمية الوعي البيئي لدى مواطنيها، ولتحقيق هذين الهدفين تم تحديد فئتين رئيسيتين من المخاطبين: النساء والأطفال.

وقال: خلال هذه الفترة، وقع إنجاز أعمال متعددة. فقد تحسنت منظومة تدبير النفايات بفضل التوفر على الآليات والتجهيزات الضرورية. كما تم تقديم تكوين نوعي حول مختلف القضايا، بدءا من الفلاحة وتدبير الماء، ووصولا إلى النفايات المنزلية وتسميد المادة العضوية. إن مشروع « بلدة الدوير الخضراء» لم يدخل فقط إلى البيوت والمدارس ولكنه خرج أيضا إلى الشوارع وساحات البلدة. ولقد استقبل الطلبة استقبالا حسنا الدروس التي لـُـقنوها، ونتيجة لذلك نما وعيهم بضرورة حماية محيطهم البيئي.

وقال: إلى غاية يومنا هذا، كان مشروع « بلدة الدوير الخضراء » بالنسبة لنا تجربة مثمرة حيث قمنا بما يمكن القيام به لتدعيم المشروع، وفي نفس الوقت، تعلمنا كثيرا ووثقنا الروابط بين أقطارنا المتوسطية.

اضاف: لقد بذلنا قصارى الجهود في مؤسستنا- مؤسسة الثقافة الإسلامية- منذ أكثر من 30 سنة لتيسير الحوار الأوروبي- الإسلامي ومقاومة المواقف والأحكام المسبقة التي تكدر التعايش وذلك من خلال الثقافة. وهكذا أنجزنا عددا كبيرا من المشاريع مثل المعارض التربوية، والمؤتمرات، والمحاضرات، والدروس الموجهة للطلبة والصحافيين، والمنشورات، والمواد السمعية البصرية وغيرها. مع ذلك، ففي أواسط العقد الماضي تنبهنا إلى ضرورة استعمال الثقافة كمبدأ عرضي لبقاء كوكبنا. على هذا النحو، قـمـنا بتدعيـم مؤسستنـا كمنظمة غير حكـومية » جاعلين هدفنا تناول التحديات البيئية انطلاقا من منظور ثقافي بارز يبحث بدوره عن استعادة روح المبادئ الإسلامية في علاقتها بالتراث الطبيعي والثقافي، وذلك لكسب الرهانات الحالية والمستقبلية انطلاقا من جذور الثقافة الإسلامية ذاتها.

وختم قائلا:كما قلت سابقا، فإننا بهذا المشروع قمنا بتوجيه مسار جهودنا لحل المشاكل المتصلة بنفايات (الدوير) عن طريق إلحاق العلم بالثقافة، معتمدين على إحساسنا بالمسؤولية. إن المعرض الذي ندشنه اليوم يقوم بإبراز ملامح الثقافة والعلم الأندلسيين وقد توثقت عراهما بالبيئة: الماء والجنينات.

ثم كانت كلمة امام بلدة الدوير السيد كاظم ابراهيم أشار فيها الى " ان الإسلام قد أعار إهتماماً بالغاً للطبيعة والبيئة، واهتم بتربية أتباعه على احترام محيطه وبيئته وإلى التّعامل معها بطريقة تجعله ينتفع بها ولا يدمّرها، فمن خلال الآيات القرآنية والأحاديث النّبويّة والقواعد الفقهية يمكننا أن نقّدم الكثير من التّشريعات المتقدّمة التي تتلاءم مع إستفاقة الانسان في هذا العصر الى أهمية بيئته والى الخطر الداهم الذي يهدّد إستمراره على هذا الكوكب، وكما قدّمت في حديثي لا يكتفي الإسلام بتقديم تشريعات رادعة، وإنّما هو يعمد الى تربية أتباعه على إحترام الطبيعة والكون والبيئة ومكوّناتها على أنّها آيات إبداع وجمال تدلّ على عظمة الخالق وحسن تدبيره. ولهذا أرى أنّه يجب على كل من يتصدّى لتربية النشء وخصوصاً الذين يهتمون بالتعليم الديني أن يركّزوا على التربية الببيئية، وأن ترتبط أمور الحفاظ على البيئة من تربة ومياه وحيوان وطير وهواء، بمفاهيم الحلال والحرام، وأن كثيراً من الاعمال التي يقوم بها الناس هي انتهاكات دينيّة محرّمة، فلا أحد يلفت نظر أبنائنا الى حرمة صيد اللهو، الذي بسببه انقرضت من بلادنا كثير من الطيور التي كانت تملأ سماءنا، وكثيرون من أبنائنا لم يبلغ أسماعهم حرمة رمي الأوساخ والأقذار والمواد الضارة في مواطن اللّعب التي يحددها الامام الصادق (ع) بأنها:

شواطىء الأنهار، ومساقط الثمار، والطرقات العامّة، وأبواب الدّور، وكل ما يشكّل مكاناً ينتفع به الناس عموماً...

وقال:لا بدّ من القول أنّه حيال هذه القضية الخطيرة قضيّة حماية مصادر الحياة من هواء وماء وبيئة ملاءمة، لا بدّ أن تتظافر كل الجهود الرسميّة والدينيّة والمدنيّة، ليكون في مقدورها مواجهة المشكلة، فكلّ مستهلك على هذه الارض هو مشارك في تلويث البيئة، وذلك من خلال سيّارته ونفاياته، والدولة والبلدية لا يمكنها وحيدةً أن تعالج هذه المشكلة ، لا بد أن تتظافر الجهود، جهود جميع المستهلكين كي يساهم كل واحد منهم في مواجهة هذه المشكلة وحماية حاضرنا ومستقبل أبنائنا في أن تكون لهم في المستقبل هواءٌ نظيف يتنشقونه، ومياهٌ نقيّة يشربونها ومأكولات غير ملوّثة يُطعمونها وذلك من خلال عمليّة التّربية وزرع الأخلاق والعقليّة التي تتعامل مع هذه القضيّة بوعيٍ وأخلاق ومسؤولية.

بعد ذلك وزع باتورال وقانصو وحطيط جوائز تقديرية على طلاب واساتذة فازوا بمسابقة بيئية ، وقدم قانصو درع البلدية الى باتورال، ثم جرى افتتاح " المعرض البيئي" الذي يحتوي على لوحات تتحدث عن الحضارة الاسلامية والاندلس .

Script executed in 0.19235396385193