أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

رحل "أبو فؤاد " عزيزاً وكريماً

الثلاثاء 08 تشرين الأول , 2013 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,668 زائر

رحل "أبو فؤاد " عزيزاً وكريماً

هو واحد من تلك العيَنة من الرجال الذين شرُفوا بنفوسهم العالية ، وقلوبهم الصافية المحبة ، وإيمانهم الحقيقي البعيد كل البعد عن كل تصنَع أو تكلَف .

أبو فؤاد ، هو واحد من أولئك الذين جاهدوا وعملوا طوال حياتهم من أجل تحصيل لقمة العيش الحلال ، ومن أجل تربية أسرة كريمة عزيزة محترمة .

تعب السيد موسى ، وتعب منه التعب ، لم يكن يكلَ ولا يملَ ، وتعبت الطرقات من وقع أقدامه الثابتة القوية الراسخة ، هذه الأقدام التي لم تجدْ مرة عن جادة الصواب .

وظل السيد موسى يعمل ويعمل ، وفي أي مجال شريف كان يجد فيه نفسه قادراً على العمل والجهد ، وكان حريصاً على ألا يتقاعد عن الشغل ويعيش عالة على غيره ، وحتى على أولاده الذين كانوا يحرصون على راحته .

أكتسب السيد موسى من خلال علاقاته بالناس ، كل الناس في المجتمع ، إحتراماً متميزاً ، ومحبة صادقة وتقديراً كبيراً ، وكيف لا ، وكان إنساناً جديراً بالإحترام ، بالمحبة والتقدير .

على الصعيد الشخصي ، كنت من الذين يكنَون للسيد موسى كل موَدة وإحترام ، وكنت أعلم مكانتي في نفسه وقلبه وعقله ، ألتقي به ، فيسبقني بالتحية قائلاً "أهلاً بو محمد" ، وبالسؤال عن الوالدة بقوله بإستمرار :" كيف أم مصطفى ، والله يطوَل عمرها " .

وأنا على ثقة تامة ، بأن الرجل صادق دوماً بالسلام ، وكذلك بالسؤال والإطئمنان والدعاء .

عاش المرحوم أبو فؤاد هادئاً ، رصيناً ، ورحل بهدوء ورصانة ، دون أن يتعب أحداً أويرهق أحداً .

طوبى للسيد موسى ، عاش كريماً ، مجاهداً مؤمناً ، ومات كذلك أيضاً ، وتلك عُقبى الأبرار وأخرى الأخيار .

رحمه الله وأسكنه الفسيح من جنانه وألهم ذويه الصبر والسلوان .

وإنا لله وإنا إليه راجعون

 

د.مصطفى بزي - بنت جبيل.اورغ 

Script executed in 0.19293689727783