و انطلق موكب التشييع من امام منزله في حي العويني بمأتم مهيب شارك به ابناء المدينة، حيث جاب الموكب الشارع الرئيسي في المدينة وصولاً الى مسجد الامام الحسين في حارة الجماعة حيث تليت عن روحه آيات من القرآن الكريم داخل حرم المسجد، و من ثم انطلقت الجنازة الى جبانة البلدة مروراً بسوق البلدة.
و في الجبانة صلى على جثمانه فضيلة الشيخ ناصر ابو عليوي بمشاركة ليوارى بعدها في الثرى وسط اجواء من الحزن و الاسى على فقدان السيد موسى جمعة.
كتب عدنان بيضون:
لبنت جبيل علامات فارقة. السيد موسى السيد محمود جمعة كان احدى تلك العلامات وموقعه منها على الجبين. لم يفارقها حتى في أحلك لحظات الخطر . هل تغادر الشامة الخد ؟ السيد موسى شريان بنت جبيل الذي لم يتوقف عن ضخ الدفء في قلبها متحديا عاتيات الرياح. من مثله رشح عرقا في الأزقة والشوارع في " عز الكوانين"والناس في هجعة الدفء يلوذون . بمازوته المبارك تربع على عرش الطاقة ووزعها على البيوت دفئا ثمينا ، يوم لم تكن أمهات الدواليب قد تصدت لهذه المهمة بعد . تذكرته قبل عام عندما كنت في منزل والدي في بنت جبيل ،وحضرت اليه شاحنة مازوت صغيرة . قلت في سري اين ذلك الرجل الذي ملأ شتاءات عمرنا بجلبته وحيويته ؟ هل استقال احتجاجا ام أحاله العمر الى تقاعد قسري؟ لم خلت من قامته الشوارع وعن جبين البلدة غاب وشمه؟ أيها السيد المكافح لك من شتاءات أعمارنا كل الوفاء ولعمرك النازف تعبا الف انحناءة.