أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

البريد ذكرى في يومه العالمي .. جار بحر صور

الخميس 10 تشرين الأول , 2013 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,611 زائر

البريد ذكرى في يومه العالمي ..  جار بحر صور

وبعد مرور 45 عاماً على إنشائه ووضعه في الخدمة، يحافظ المبنى المؤلف من طبقتين وتمتد واجهته على أكثر من أربعين متراً، على رونقه، بالرغم من حاجته إلى التأهيل.

وفي وقت يحافظ المبنى من الخارج على هويته المعمارية ومتانته، فإن داخله وأقسامه شهدا تغييراً جذرياً، بعدما شغلته شركتا «ليبان بوست» و«أوجيرو». وقد غادره موظفو البريد القدامى وقد أحيلوا على التقاعد واحداً تلو الآخر، ولم يبق في المركز من هؤلاء الموظفين سوى سيسيليا براضعي، وهي قريبا سوف تتقاعد.

يجاور مبنى البريد والبرق، من الناحية الشرقية، مبنى مصرف لبنان، الذي يشكل لوحة معمارية وهندسية، ومبنى «سينما دنيا» من الغرب الذي أقيم مبنى شاهق على أنقاضه في الثمانينيات.

في كل زاوية من زوايا المبنى قصص وحكايات وخفايا يحفظها الموظفون، ولا سيما موظفو الهاتف الذين كانوا يعرفون «الشاردة والواردة»، من القضايا الأمنية والاجتماعية إلى قصص الغرام.

كانت أمواج بحر صور تلاطم واجهة المبنى، الذي تفصله عن الشاطئ طريق لا يتعدى عرضها عشرة أمتار، قبل أن يتم ردم مساحة من الشاطئ لتوسيع الطريق.

محت نوائب الدهر والأحداث جزءاً غير قليل من ذاكرة أنطوان بيروتي (72 عاماً)، لكن شيئاً جميلاً ما زال في ذاكرة ابن حارة صور.

يروي بيروتي: «في العام 1968 انتقلنا من مركز الهاتف القديم في منطقة المنشية في آخر السوق التجاري (صار اليوم مركزا لشرطة البلدية) إلى مبنى البريد والبرق الحالي. وعدّ الأمر حينها تحولاً نوعياً في مسيرة المركز بعدما انتقل من العمل اليدوي إلى العمل الأوتوماتيكي».

كان دوام العمل في السنترال، ولا سيما «أيام العمل اليدوي» مضنياً ومتعباً. وكان موظفو الدوام الليلي، لا يغمض لهم جفن. يقول: «غادرت وظيفتي قبل ثماني سنوات مرتاح الضمير والبال، على الرغم من صعوبات العمل والمخاطر، وعلى رأسها الاجتياحات الإسرائيلية، إذ كنا نصمد لمتابعة شؤون الناس».

لا ينسى بيروتي لحظة افتتاح المبنى في العام 1968، ولا زملاء عاش معهم، ومنهم «ذاكرة هاتف صور» المرحوم شفيق اسبيردو، وشقيقه المرحوم سمير، ونظيرة أرناؤوط والهام جودي وإيلي فاخوري وآخرون.

خصص القسم الآخر من المبنى لبريد صور الذي انتقل من مركزه السابق في حارة المسيحيين في المدينة.

يروي أحمد تركية، الذي تقاعد قبل ست سنوات وكان قد بدأ العمل في المركز مياوماً في العام 1963: «أدى بناء المركز إلى تحول جذري في عمل بريد صور بعدما أصبح المكان رحباً ويتسع لغرف الحوالات والبرقيات وفرز الرسائل وغيرها من المعاملات. كان دوام الموظفين في المركز يقسم حينها إلى دوامين، صباحاً ومساءً، نظراً إلى قلة عدد الموظفين، غير القادرين على تلبية حاجات الناس».

يضيف تركية: «كان عملنا مختلفاً عن عمل البريد اليوم، وقد تبدلت وظيفة البريد وأصبح شركة خدمات عامة».


Script executed in 0.18986201286316