أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

العدو يرضخ لعيترون ويتراجع عن شق طريق

الجمعة 11 تشرين الأول , 2013 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,973 زائر

العدو يرضخ لعيترون ويتراجع عن شق طريق

عيترون | استنفر أبناء بلدة عيترون الجنوبية الحدودية، في اليومين الماضيين، بعدما حاول جنود العدو الاسرائيلي مجدداً، ضمّ مساحة جديدة من أراضي البلدة. فقد تقدمت وحدة اسرائيلية بواسطة آليات عسكرية وترافقها جرافة إلى عيترون وبدأت بأعمال حفر ووضعت أسلاكا بلاستيكية في احدى النقاط المتنازع عليها. النقطة تمتد من الخط الأزرق، حتى نقطة التقدم المراد الوصول اليها التي كان جنود الاحتلال قد وصلوا اليها في العام الماضي برفقة جنود اليونيفل. ووضعت الوحدة قاعدة اسمنتية فيها، تمهيداً لوضع برميل أزرق جديد، وشريطاً شائكاً، أُعدّ منذ يومين، ووُضع قريباً من المكان، بحسب رئيس بلدية عيترون حيدر مواسي، وذلك في المنطقة المسمّاة بـ«خلّة الغميقة» قرب موقع «الكيلو 9» الحدودي. واشار مواسي إلى أن «ما حصل كان محاولة لوضع حدود للأرض المراد ضمها خلسة، التي تزيد مساحتها على 15000 متر مربع، وهي عبارة عن أراض زراعية تعود ملكيتها، بالكامل الى أبناء بلدة عيترون»، موضحاً أن هؤلاء «يملكون فيها أشجار زيتون، زرعوها منذ عشرات السنين، اضافة الى زراعة الحبوب المختلفة». ودفع هذا العدوان الإسرائيلي الجيش إلى الاستنفار وتكثيف دورياته في المنطقة. وجرت اتصالات مع قيادة اليونيفل التي تواصلت مع العدوّ الاسرائيلي. وبحسب مصدر مطّلع فإن «العدوّ قدّم حججاً واهية، لإيهام اليونيفيل بأنه لم يكن يسعى الى ضمّ الأرض المتنازع اليها». ورضخ العدو الإسرائيلي في الاجتماع الثلاثي الذي انعقد أمس في رأس الناقورة، لتحذيرات الجيش وبلدية عيترون من شق طريق عسكرية. وكانت اسرائيل تنوي شق الطريق ومد سياج شائك جديد واستحداث إجراءات تعرقل وصول الأهالي إلى حقولهم. لكن شكوى لبنانية رفعت إلى قيادة اليونيفيل هددت بمواجهة التحرك المعادي، ميدانياً. وأبلغ ممثل جيش الاحتلال ممثلي اليونيفيل والجيش اللبناني بتراجعه عن شق الطريق. ويشير مواسي الى «وجود نحو 100 ألف متر مربع من الأراضي المتنازع عليها التي تعود ملكيتها إلى أبناء عيترون، من بينها الأرض الأخيرة، التي يزرعها أبناء البلدة ويستعدون لقطاف أشجار الزيتون فيها خلال الأيام المقبلة». ورأى أن «ما يحصل الآن هو محاولة جديدة لاحتلال الأرض، في نقطة حددتها اللجنة الثلاثية، من الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل والعدو الاسرائيلي، نقطة متنازعاً عليها، لذلك فإن الأهالي سيواجهون ما قد يجرؤ عليه العدو، عند أي تقدم نحو أراضيهم». وكان قوات الاحتلال قد بدأت محاولات ضمّ الأراضي الزراعية التي تعود ملكيتها إلى أبناء بلدة عيترون، منذ عام 2007، عندما منعت بعض المزارعين من التوجه الى أراضيهم التي تبلغ مساحتها أكثر من 30 ألف متر مربع. وعالجت قوات اليونيفل حينها الأمر بوضع أعمدة زرقاء على حدود هذه الأراضي، على أن يعمل لاحقاً على اعادة ترسيم الحدود. وأوضح رئيس بلدية عيترون السابق سليم مراد حينها أن «القوات الصينية التابعة لليونيفيل وضعت الاشارات بشكل منفرد»، لافتاً إلى ان هذا الأمر يحتاج الى تدقيق ومعالجة، وخصوصاً أن هذه المنطقة كانت من النقاط الخلافية التي بقيت عالقة أثناء عملية ترسيم الخط الازرق. لكن المشكلة لم تعالج رغم الخسائر التي يتكبدها مزارعو البلدة. واشار بعضهم إلى أن «هذه الأراضي يزرعها منذ زمن بعيد أهالي عيترون وأنها ملك لهم وهي على الحدود مع بلدة المالكية (احدى القرى السبع) التي يوجد فيها أكثر من 300 ألف متر مربع لأبناء عيترون صادرها الاحتلال الاسرائيلي أثناء احتلاله فلسطين». ويؤكد ذلك صاحب الأرض التي حاول العدوّ ضمها، في اليومين الماضيين، محمد علي السيد الذي أكد لـ«الأخبار» أن الأرض تعود ملكيتها اليه بموجب عقود رسمية، وفيها أشجار زيتون معمّرة. وأشار الى أن «العدوّ ضمّ أراضي أخرى تعود ملكيتها لنا، ونستطيع اثبات ذلك، وقد عمل الفرنسيون آنذاك على وضع اشارات ما زال بعضها ظاهراً حتى الآن تشير الى أن الحدود الدولية خارج أرضنا وموازية للموقع الاسرائيلي الموجود الآن الذي يدعى «عريض الهوا»». ويتابع السيد قائلاً إنه «في بداية الثمانينيات شق الاسرائيليون خندقاً في وسط أرضنا الزراعية، كإشارة للحدود الجديدة، ولكن رغم ذلك استمررنا في زراعتها بعد أن سمح لنا الضابط الاسرائيلي وقتها بذلك»، ويطالب قوات اليونيفيل بالعمل على استرجاعها سريعاً لاستكمال أعمالهم الزراعية قبل نفاذ الموسم. وكانت بلدية عيترون قد تقدمت باعتراض في 23 شباط الماضي عبر قيادة الجيش اللبناني على ترسيم المنطقة التي أراد العدوّ ضمها أخيراً، مبينة أن هذه الأرض تعود ملكيتها إلى السيد محمد علي السيد.

 

داني الأمين - الاخبار 

Script executed in 0.17369294166565