تمنيته هاتفا يحمل الي دفء صوتك وحرارة حبك ،لا نعيا يقرع أجراس الحزن في خافقي.
ماكان اجمل عتابك يوم عزيتني بوفاة الوالدة ، على عدم اللقاء خلال رحلتي الاخيرة الى لبنان . كم جميلا كنت يا جميل في حبك ووفائك. استعيد مع خبر رحيلك القاسي لحظات ومحطات كنت فيها ملاذي شبه الأوحد في بنت جبيل، ايام "كانت للحيطان آذان وعيون "ترصد حركاتنا وسكناتنا في زمن الاحتلال الغاشم لجنوبنا الحبيب ، فنستقل سيارتك لنجول على حدود الوطن ونرمق وجه فلسطين عند نقطة الكيلو 9 ودشمة الجيش العتيقة في مارون الرأس، نفرغ غضبنا المكبوت على المحتل وعملائه ،وكان مصطفى يسلي كآبتنا وحزننا بنبش نوادر البلدة والناس الطيبين بأسلوبه الساخر . أتذكر صفاء وجهك و دقة اصغائك وطول اطراقك والتماعات عينيك . تحضرني تلك التماشي الحميمية على طريق صف الهوا قبل زمن الاحتلال واماسي الشاي والسياسة والشعر في ظلال التينة المعمرة عند مدخل بيت ابي جميل. وأذكرها تلك المناكفات الماراثونية الرائعة التي كنت تخوضها مع صديقنا الاستاذ محمد العبود بيضون فنضحك من أعماقنا ونمضي حاملين صرر احلامنا الى يوم جديد .اذكر فيك يا صديقي ايمانك الراسخ بالقضايا التي حملناها سويا ونبل مواقفك ووضوح رؤيتك واحترامك وحبك للبسطاء .برحيلك المبكر تثكل أيها الجميل الوفي المحب بقية أعمارنا وتنزف قلوبنا دمعا عليك .
ارقد بسلام أيها الصديق الجميل، في الثرى الذي احببت ،مضمخا بعبيرالذكريات وعبرات الأسى .لك مني ومن كل الأصدقاء اجمل ورود المحبة والوفاء. الى روحك النقية ونفسك الأبية الف تحية.