و تلا الحاج احمد حمدان اي من الذكر الحكيم، ثم كان مجلس عزاء تلاه الشيخ محمد دبوق، بعد ذلك كلمة للشيخ محمد المارديني. و اختتم احتفال التابين بكلمة للسيدة زينات الحاجة شاتيلا زوجة الفقيد.
كلمة الحاجة زينات شاتيلا زوجة الفقيد:
بسم الله الرحمن الرحيم
سادتي أصحاب الفضيلة
أيها الإخوة والأخوات الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري من أين أبدأ أو كيف أبدأ. ذكرياتٌ كثيرة تجول في خاطري وأفكار مريرة ومؤلمة ينسجها فكري المضطرب على غيابك يا أبا ندى. فما أصعب الفراق وقد طال. كنت أظن أن الموت فعلُ غياب ورحيل فإذا به فعلُ خلود وبقاء. ففي الموت يفتقدُك الرّجال الأفذاذ او تُعرف قيمتهم الحقيقية. فالجالية بأسرها تبكيك وتحن إلى لطفك وإنسانيتك وكرمك. نعم يا أباً ندى من الصعب أن أنسى اللحظات الأخيرة في حياتك وكيف رأيت وجهك الشّاب الغائم في وجهي بذأ بالرحيل وصوتك الصامت وكأنه يهمس في أذني قائلاً تسلحي بالصبر والثبات كما أعرفك كوني الأم الصابرة المواسية لأولادها لأن حضنك الحنون الوعاء الواسع لهنّ. ثمّ اختفيت يا أبا ندى، وغبت فغاب معك الفرح والهناء والسعادة والأنس. غاب الأب الحنون الحارس الأمين والعامل المتواضع والمعطاء الكبير والمحنّ الكريم، لقد تركت لن ثروة خالدة إلى الأبد، سلوكك المميز المتواضع ومعاملتك الحسنة مع كل من عرفك وعَمِلَ معك فتركتَ لعائلتك الحزينة عليك شعارات فخرٍ ومجدٍ وإعزاز سنعلقها على صدورنا ونعمل بها ما دام بنا عرقٌ ينبض لأنها من تجاربك وسلوكك وعاداتك الحسنة وأخلاقك الفاضلة ، فكم تعلمنا منك يا أبا ندى أن الإستقامة سرّ النجاح وأن إتقان العمل يؤدّي إلى تحقيق الأمل وأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه الإنسان ، وأن نعمل الخير مع أهلِه ومع غير أهله فإن لم يَكسِب أهله كسِب أهله كسِب نفسه هكذا كنت أبا ندى وهكذا بعون الله تعالى سنكون أنا وبناتك الحبيبات. نقسم لك بصدق وأمانة ووفاء أننا على دربك سائرون وبنصائحك عاملون ولعملك ومؤسّساتك حافظون والله على ما نقول شهيد فنم قرير العين يا حبيبي وعهدٌ علينا أننا سنبذل كل الجهود في إعلاء شأن أثرك الخالد ليزداد إتقاناً ونجاحاً وإتساعاً وشهرة ومساعدة لكل طالب حاجة إلى روحك الطاهرة الخلود والراحة وإلى جميع الحاضرين والحضارات جزيل الشكر والإمتنان لمواساتهم لنا. أدامكم الله جميعاً وحماكم من كلّ مكروه.