الفرحة في منزل أبي علي في محلة المساكن الشعبية قرب صور، بادية على وجوه الوالدة والزوجة والأبناء والإخوة والأقارب. وقد تحول الشارع المجاور لمنزل العائلة المتحدرة من بلدة شيحين الحدودية إلى قاعة لاستقبال المهنئين، بعدما امتلأ المنزل بالنسوة اللواتي جئن لمشاركة العائلة فرحتها.
ولم تتمكن ابنة حمود الصغرى فاطمة من التعبير عن سرورها بعودة والدها فاستعاضت عنه بالبكاء.
أما الوالدة التي غمرتها الغبطة، فقالت: «اليوم اكتمل العيد عندنا وخلعنا الحزن والانتظار».
ويسرد أبو علي بعضاً من معاناة الخطف، فيقول: «فترة الاختطاف كانت صعبة جداً، وكل ثلاثة أيام كانوا ينقلوننا من مكان الى آخر داخل أعزاز، التي كانت تشهد معارك وعمليات قصف مستمرة. وكنا ننام بداية في غرفة واحدة، وكل ثلاثة كانوا ينامون على فراش، فيما كان الطعام خبزاً ومعلبات». ويشير إلى أنه لم يتعرض للضرب على أيدي خاطفيه.
يضيف: «بعد مقتل أبو ابراهيم الدايدخلي تغيرت معاملتنا نحو الأسوأ».
ويشير إلى أنّ «معظم خاطفينا قد قتلوا والله هو الوحيد الذي يأخذ حقنا لأننا ظلمنا من دون ذنب». ويعتبر أنه «لولا خطف الطيارين التركيين لما كنا حررنا».
