لذلك، كان لا بد من اتخاذ رزمة من الإجراءات الأمنية الاستثنائية التي تقضي بإقفال جميع المداخل والطرق الرئيسية المؤدية إلى ساحة المدينة أمام السيارات، وتفتيش جميع المشاركين في الاحتفالات خلال الليالي المذكورة، وغيرها من الإجراءات والترتيبات، على أن تبدأ هذه الإجراءات من الساعة السادسة مساء وحتى انتهاء المراسم من كل يوم. وتقوم بتنفيذها قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المختلفة وبمؤازرة من الجيش اللبناني وبالتنسيق مع "حزب الله" و"حركة أمل" وفعاليات المدينة.
وتلافياً لإمكانية تعرض الاحتفالات المذكورة لاختراق أمني معين، ذكرت مصادر مطلعة أنه جرى التداول بين المعنيين في إمكانية إلغاء المسيرة الحسينية الليلية التي جرت العادة أن تجوب الشوارع المحيطة بساحة النبطية طيلة الليالي العاشورائية، والاكتفاء بدلاً منها بمسيرة رمزية أمام حسينية النبطية قبيل البدء بمجلس العزاء المركزي. لكن إصرار إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق ورفضه المسّ بالشعائر الحسينية الممارسة منذ عشرات السنين، حال دون ذلك، حيث تقرر أن تبقى الشعائر المذكورة على حالها كما كانت عليه سابقاً.
وفي هذا الإطار، استكملت في مدينة النبطية ومنطقتها، التحضيرات لإحياء مراسم عاشوراء التي يتخللها القيام بالمسيرات العاشورائية الليلية في الشوارع والساحات العامة، وإقامة مجالس العزاء والشعائر الحسينية في النوادي الحسينية، حيث تستمر هذه الاحتفالات عشرة أيام متتالية، فيما تعمل ورشة خاصة بـ"لجنة عاشوراء" في النبطية على إعداد مسرح في ساحة الإمام الحسين بن علي في المدينة لتمثيل موقعة الطف في كربلاء.
الشوارع والساحات والأحياء الرئيسية في المدينة ومنطقتها غطتها اللافتات السوداء والجداريات والأقواس التي رفعها "حزب الله" و"حركة أمل"، وحملت الأقوال والشعارات الحسينية والدينية، إضافة للرايات والأعلام السوداء التي زرعت على أسطح المباني والشرفات فيما اتشحت النوادي الحسينية بالسواد. كما ثبتت بلدية النبطية مجسمات ضخمة على مفترقات الطرق الرئيسية وعدد من الأبنية مستمدة كلها من معاني عاشوراء، ورفعت الصور التي تجسد مأساة كربلاء.
