مند البدء، كان مسكوناً بهموم الصيادين ومعاناتهم. وبالرغم من يأسه ومراراته من وعود الدولة بتحسين أحوال مهنة الصيد، بقي وفياً وصامداً على مرمى موج بحر صور حيث أسس صومعته التي اختصرت همومه الخاصة من جهة، وهواجسه النضالية من جهة ثانية.
إن سيرة حياة صفا قصاب عامرة بمحاولات إحقاق الحق والمساهمة مع زملائه الصيادين بالمطالبة برفع مستوى ونظافة مهنة الصيد البحري، كان عضواً مؤسساً لنقابة الصيادين في صور، وفي الصفوف الأمامية منها، لا سيما وهو صاحب التجربة النضالية كقومي عربي.
وهو التضامني الهوى حيث واكب نادي التضامن العريق منذ انطلاقته في عالم الرياضة والثقافة.
صفا قصاب مناضل ومقاوم من الطراز الأول، فقد عمل خلال الاحتلال الإسرائيلي لمدينة صور على إيواء المقاومين. كما نظم عمليات نقل السلاح والذخيرة بحراً من المناطق المحررة على الرغم من الحصار الإسرائيلي الحديدي.
نفتقد اليوم هذا الرجل المناضل، النقابي، المحبّ، الوفي، لمدينته وأصدقائه وأهله ولجميع الشرفاء الذين لا زالوا يعملون بصمت، وأفتقد شخصياً صفا قصاب صاحب الأخلاق العالية والشهامة والحسّ الوطني السليم.
ناصيف سقلاوي - السفير
