أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

شتروغر يغادر لبنان: «اليونيفيل» نجحت في مكان.. وأخفقت في آخر

السبت 07 كانون الأول , 2013 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,162 زائر

شتروغر يغادر لبنان: «اليونيفيل» نجحت في مكان.. وأخفقت في آخر

يترك ميلوش شتروغر (58 عاماً) القبعات الزرق بإرادته، وفي جعبته أسرار ومحطات، كسبها عن ظهر قلب، من موقعه كمدير للشؤون السياسية ونائب رئيس بعثة قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان «اليونيفيل».

بدأت صلة لبنان وشتروغر، الذي انضم إلى الأمم المتحدة في العام 1993 وعمل في أماكن مختلفة مع حفظة السلام في العالم من بينها جنوب افريقيا ورواندا في العام 1998، عندما كان مستشارا في مكتب الامم المتحدة في القدس المحتلة.

مرحلة عمله في جنوب لبنان، التي امتدت من العام 2003 لتنتهي في العشرين من الشهر الجاري، كانت «مميزة ومفصلية في حياته الشخصية والمهنية، التي قربته من سكان الجنوب ليفهم شؤونهم وشجونهم، ويستزيد منهم معنى الكبرياء والعنفوان والتاريخ»، كما يقول.

واجه ميلوش شتروغر، الهادئ والمتأني، تحديات كبيرة فرضتها مهمته في الامم المتحدة، حيث تعرض للقتل والخطف في رواندا وفقد أصدقاء عديدين ما زالوا محفورين في ذاكرته. لكن هذه التحديات والصعاب، قابلتها سعادة وراحة ضمير، وفخر بانجازات كان قادرا على تحقيقها من موقعه.

كانت تجربته في لبنان غنية على كافة الصعد، لا سيما بعدما قرأ عن هذا «البلد الجميل»، على حدّ وصفه، قبل انتدابه إلى الجنوب لمعرفة طبيعته السياسية والاجتماعية والثقافية، ما مكنه من تفهم مشاعر الناس حول «النزاع».

بصوت يتأرجح بين الحزن والسعادة، يقول شتروغر: «أغادر جنوب لبنان ولدي أقصى درجات الاحترام لأهله وسكانه، لشجاعتهم وصمودهم المبنيين على ارادة قوية جدا على الاستمرار والمضي بحياة سعيدة وطبيعية على أرضهم، ولهذا لديهم مني كل الدعم والتضامن».

مشاعر المحبة للجنوب، ولا سيما الناقورة المفتوح بحرها نحو التوأمين لبنان وفلسطين، لا تلغي الغوص في السياسة ومهام «اليونيفيل» التي جرى تعزيزها في اعقاب انتهاء عدوان تموز العام 2006، فيرى شتروغر ان دور «اليونيفيل» لا يثمن لناحية ضمان وقف العمليات العدائية، مؤكداً أن «العنصر الأساسي بهذا الشأن هو الارادة السياسية للاطراف للحفاظ على وضع هادئ واستمرار وقف الأعمال العدائية».

يشرح شتروغر الاعمال والمهام الأساسية «لليونيفيل» التي تتمثّل في «المنع والردع وفك الاشكالات ومعالجة النزاع والمراقبة والتبليغ (رفع التقارير) والحيادية وعدم استخدام القوة الا في حالات الدفاع عن النفس والدفاع عن ولايتها».

ويشدّد على أنّ «قرار مجلس الأمن الدولي 1701 هو اكبر من ولاية اليونيفيل، لأنّ ولاية اليونيفيل تغطي جزءاً مهماً من هذا القرار، الذي يتمحور على وقف الاعمال العدائية».

وبنظر شتروغر، فإن انجازات مهمة تم تحقيقها تحت ولاية «اليونيفيل» من اهمها انتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني بعد ثلاثة عقود من غياب بسط سلطته، وتسلمه المسؤوليات الوطنية بشكل ناجح في تلك المنطقة.

وبالرغم من حديثه عن لائحة الانجازات، يقرّ مدير الشؤون السياسية والمدنية في «اليونيفيل» بإخفاقات عديدة لـ«اليونيفيل». ويقول: «أتأسف لأنني أغادر مهمتي، فيما لا يزال هناك خروق جوية إسرائيلية يومية، واستمرار لاحتلال الجزء الشمالي من قرية الغجر وحدوث عمليات اطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل وتبادل لاطلاق نار على الحدود اهمها في منطقة العديسة في العام 2010».

ويتمنى شتروغر لو أن «اليونيفيل» استطاعت القيام بالاكثر لمساعدة الاطراف على تحديد خط بحري امني بين لبنان واسرائيل، مضيفا: «لهذا اترك خلفي اموراً صعبة جدا لا زالت بحاجة إلى حل من اجل تعزيز وقف الاعمال العدائية».

ويلفت الانتباه إلى وجود جزء آخر من القرار 1701 ليس تحت مسؤولية «اليونيفيل»، إذ أن «القرار 1701 يحدد جميع المشاكل والامور العالقة بين لبنان واسرائيل التي تحتاج إلى المعالجة عبر القنوات الديبلوماسية والسياسية من اجل الوصول الى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار»، موضحاً أن «اليونيفيل لا يمكن ان تكون بديلاً لوقف دائم لإطلاق النار، وهذه هي الغاية النهائية للـ1701».

وبرأي شتروغر، الذي ستبقى الناقورة محفورة في قلبه وذاكرته، فان «الجنوبيين يستحقون العيش براحة وسكينة».

السفير 

Script executed in 0.19175004959106