راعي هذا الحفل نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق سعادة النائب الدكتور علي فياض .
أصحاب السيادة المطارنة الأجلاء أو ممثليهم ، الآباء الأكارمْ ، أصحاب السماحة والفضيلة ، الفعاليات السياسية والحزبية والبلدية والإختيارية والثقافية والتربوية والنقابية والأمنية والعسكرية والإعلامية .
ممثل دولة الرئيس الجنرال عون ...
أيّها الحضور الكريمْ . السلام عليكم جميعاً ورحمةُ الله وبركاته .
السلام على رسول الهدى محمد بن عبدالله ، السلام على كلمة الله ، رسول المحبة ، السيد المسيح عليه وعلى أمّهِ العذراء مريم السلام .
نحييكم جميعاً في هذا اللقاء التكريميّ المفعم بالمحبة والتلاقي حول قيمٍ إنسانيةٍ إيمانية رفيعة ، ومعانٍ ساميةٍ راقيةٍ نبيلةْ .
لابدَ لنا بدايةً من إستذكار أرواح الشهداء الأبرارِ الميامينْ ، الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب هذه الأرض ، وقدَموا أنفسهم في سبيل حرية وكرامة الوطنِ وسيادته، مؤكدين أن الأرض لا تُحمى إلا بالمعادلة الذهبية المرتكزة على الجيشِ والشعبِ والمقاومةْ ، منتهزين هذه الفرصة لنحيي الجيش وتضحياته الجِسام في وجه العدو الصهيونيْ والجماعات الإرهابية التكفيرية . وكذلك بالنسبة للمقاومة التي تقف ثابتة في وجه أعداء الأمة وتُقدم كواكب من الشهداء .
أيّها الأخوة ...
منذ حوالي 1500 عام ، وتحديداً سنة 523 م ، إرتدَ أحد ملوك دولة حمير ، ذو نؤاس الحميري عن المسيحية وإعتنق اليهوديةْ ، ثم شنَ حملةً عنيفةً على المسيحية، بلغت ذروتها في مذبحة نجران الشهيرة ، حيث قام بمجابهةِ نجرانْ أكبرِ مركزٍ للمسيحية في اليمن آنذاكْ ، وخيَر أهلها بين نبذِ المسيحية أو القتلِ حرقاً ، فتخيروا القتلْ ، فحفر لهم أخاديدْ ، أحرقهم فيها ، وأحرق إنجليهم ، وقد ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم في سورة البروج ، إذ يقول : " قُتل أصحابُ الأخدودْ ، النار ذات الوقودْ ، إذ همْ عليها قعودْ ، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهودْ" صدق الله العليّ العظيم.
هكذا نجد كيف أن المسألة الإيمانية بالإله الواحد الأحد الفرد الصمد ، تجمع بين المسيحية والإسلام ، والمسلمون لا يفرَقون بين الأنبياء :" لا نفرَق بين أحد منهم ونحن لهم مسلمون : صدق الله العظيم .
بعد ألف وخمسمئة عام يعيد التاريخ نفسه ، وإن بأشكال مختلفة ، فذو نؤاس الحميري يتمثل اليوم بالعدو الصهيوني الغاشم وبالجماعات الإرهابية التكفيرية الإجرامية ، التي تضرب في العراق وسوريا ولبنان ،أما المؤمنون فيتمثلون بأولئك الذين يهاجمون ويخطفون ويهجرون وتقطع رؤوسهم وتؤكل أكبادهم في البلدات المسيحية والاسلامية الآمنة في سوريا والعراق ، وبأولئك الذين يقفون في وجه هؤلاء ، ويدافعون عن القيم والمقدسات ويستشهدون في سبيلها .
لقد بتنا أيّها الأخوة في مركب واحد ، وعلينا الحفاظ على حسن إيجار هذا المركب وصونه من الغرق ، ويتحقق ذلك من خلال وحدتنا الوطنية .
إن هذا اللقاء يدلل أكثر على أن مجتمعنا لا يبنى إلا بمسيحييه جميعاً ومسلميه جميعاً ، وانه باتفاق المسيحيين والمسلمين يبنى الوطن ، يبنى لبنان ، لبنان الرسالة ، كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني .
في هذا السياق يعتبر غبطة البطريرك الكاردينال الماروني بشارة الراعي أن " الوحدة الوطنية تقتضي ذهاب الجميع الى بعضهم من دون أحكام مسبقة وشروط مسبقة ، وبمحبة خالصة ، وان سلامة العلاقة مع الله هي شرط لحسن العلاقة مع الشريك في الوطن " .
وفي نفس الموضوع يعتبر غبطة البطريرك الروم الأرثوذوكس يازجي أن " العقيدة الأرثوذكسية لا تستقيم إلا باعتماد نهج الانفتاح والحوار ، وقبول الآخر كما هو ، وأن لا خوف على المسيحيين ، فهم أبناء هذة الأرض ، وبناتها ويعشون جنباً الى جنب مع سائر الطوائف الأخرى ، خصوصا أخوتهم المسلمين ".
كذلك يدعو راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك سيادة المطران ايلي بشارة حداد " المسيحيين للسجود أمام عظمة الخالق التي تتجسد في حبه الكبير لهم ، فليكن هؤلاء على قدر آماله التي عقدها عليهم ، وليكونوا له سبب فرح كبير ، لأن الحب هو أساس الكنيسة والإيمان ، وأساس كلّ علاقة ، فلنكن مثل مريم خاضعين لمشيئة الله ،لان الله وحده هو الذي يعرف كل شيء والميلاد هو فرح ومحبة سامية أثمرت بولادة المسيح " .
ويضيف في موضع آخر ، فيقول موجهاً كلامه للمسيحيين "...كفانا استسلاماً وهروباً الى الوراء ، أخيراً لن ننسى العراق ...أنظارنا تتجه نحو ما يحصل اليوم (طبعاً في سوريا ) فهذة طبيعة الحياة المسيحية ، هكذا نمت الجماعة الاولى بالدم والشهادة الكاملة ...إن الاستشهاد ليس بجديد على المسيحية ، فلنكن على استعداد ، فالدم يتكلم لغة واضحة لا تحمل الالتباس ، المسيح لا يقبل بأنصاف الحلول ، بل يريد كلّ شيء " .
نجدّد التهاني لكم جميعاً بميلاد السيد المسيح عليه السلام ، وبعيد رأس السنة ، متمنين لكم أياماً أفضل وأهدأ وأحسن واكثر اطمئناناً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. مصطفى بزي