بحسب عدد كبير من التجّار، حتى أن سوق الاثنين الذي عادة ما يشهد حركة ناشطة للتجار والبائعين والمواطنين، تحوّل إلى يومٍ عادي بامتياز، من دون حركة، بعدما آثر الكثير من المواطنين عدم الحضور إليه منذ فترة، تخوّفاً من الأجواء الأمنية التي تعززها الشائعات عن وجود سيارات مفخخة.
وإذا كان السوق التجاري يشهد حركة خفيفة جداً في الوقت الحالي، فإنها تقتصر فقط على شراء الخضار والفاكهة واللحوم والمواد الغذائية والاستهلاكية الضرورية، التي لا بدّ منها في الأعياد، في غياب أي إقبال على شراء السلع الأخرى كالملبوسات والأحذية وغيرها، بالرغم من تخفيضات الأسعار التي تتراوح بين 30 و70 في المئة.
لم تُجد نفعاً
يبدي التاجر علاء جابر أسفه لأن «كل الإغراءات التي لجأ إليها التجّار في سوق النبطية، عشية عيدي الميلاد ورأس السنة لم تجدِ نفعاً، ولم تجذب المواطنين لانشغالهم بالهموم المعيشية والحياتية الأخرى»، مشيراً إلى أن الحركة التجارية التي نشهدها لم نعرفها أثناء الحرب، وفي ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي على تخوم منطقة النبطية في وقتٍ سابق».
ونظراً لوقوعهم تحت أعباء ومسؤوليات مادية باهضة تتوزع بين تسديد ثمن البضاعة وبدلات إيجار المحال والمؤسسات ورواتب العمال وفاتورة الكهرباء والضرائب والمتطلبات العائلية الكبيرة، تحذر سهام بادي، وهي تدير إحدى المؤسسات التجارية، من أوخم العواقب التي قد تصيب التجّار، جراء تراجع الحركة التجارية والاقتصادية بسبب الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة في لبنان والمنطقة».
حد غير مقبول
«لم يكفِ الحركة التجارية في النبطية المناكفات السياسية التي يعاني منها اللبنانيون منذ سنوات، حتى جاءت التفجيرات الأخيرة لتقضي على هذه الحركة كلياً»، بحسب حسان علي أحمد، مؤكداً أن «تراجع الحركة في الأسواق تفاقم إلى حد غير معقول لم نعهده في أسوأ الأوقات»، مبدياً أمله في أن يصمد التجار في وجه الأزمة الاقتصادية المتمادية التي يعانون منها أسوة بالمواطنين».
ويعزو رئيس «جمعية تجار النبطية» وسيم بدر الدين أسباب الركــود في الحركة التجارية في النبطية الى «اهــتزاز الأوضــاع الأمنية والسياسية الضاغطة في مختلف المناطق، ما انعكس سلباً على الأوضاع التجارية التي تشهدها المدينة، وتخوفاً من تمدد التفجيرات إلى المنطقة بأكملها».
