فهو لا يمتلك القدرة المادية على تسديد النفقات المرتفعة، المترتبة عليه في مجال الحراثة الحديثة، مقابل ارتفاع معدل إنتاجيته من القمح والحبوب، وجودة هذه الإنتاجية، بعدما خبر هذه التجربة لسنوات عديدة في مجال مفهوميته للزراعة، كما يقول أبو سليم محمد هزيمة.
أبو سليم هزيمة الفلاح السبعيني، الذي لم تستطع أن تهزمه السنون العجاف، وطد علاقته بسهل الرفيد (قضاء راشيا). ونشأت بينهما مسيرة حافلة بلذة الحياة وقساوتها، حتى غدا السهل الذي يطلق عليه سهل الوفرة والخير، قطعة أرض استهلكت سني حياته، في الزراعة والحراثة، أو في التقليم والتشحيل، أو في قطاف المواسم، وفي جمع الغلال.
فعلى غير عادتها، هذه السنة، أعطته الطبيعة إذناً في "تعفيرها"، أي في زراعتها باكراً، مستغلاً التحسن الملموس في الطقس، وما رافقه من ارتفاع في درجات الحرارة، على الرغم مما جلبته العاصفة "ألكسا" من ثلوج وموجات باردة، فلم يتوان أبو سليم عن التعاطي مع أرضه، ليكسب غلة وفيرة، كما يتوقع، لا سيما أنه يعيل عائلة مؤلفة من عشرة أولاد.
