ثلاثة أيام صارع فيها الحاج عباس الموت، جراء نزف حاد أصيب به في الرأس في التفجير الإرهابي في حارة حريك الذي وقع الخميس الفائت، نقل على أثره إلى «مستشفى بهمن» في حالة حرجة، حيث خضع لعملية جراحية دقيقة في الرأس نجح خلالها الأطباء في وقف النزف. لكن حراجة وضعه بقيت على حالها إلى أن ارتفع شهيداً.
حقق الحاج عباس أمنيته أخيراً، ورفع لواء الشهادة الذي عمل له طوال سني جهاده التي بدأها بالمقاومة ونهاها بالشهادة، فجمع ثلاثية عز كان يرومه، فحمل صفات، المقاوم، والجريح، فالشهيد.
الزميل كرنيب في بلدته حداثا، شهيداً، على كفوف زملائه في الزميلة «المنار» التي قضى بين أروقتها وأقسامها أكثر من نصف عمره (استشهد عن عمر 53 عاماً)، فعرفها خلال انطلاقتها الأولى وعايشها في حلوها ومرها وسلمها وحربها، وأبى أن يتركها في عز شدائد عدوان تموز 2006، كما حملته أكف رفاق له في الجهاد والمقاومة قضى معهم زهرة شبابه بين كمائن وعمليات وعتمة سجون العدو الإسرائيلي.
الشهيد كرنيب من مواليد العام 1961، من بلدة حداثا قضاء بنت جبيل، متأهل وله أربعة أولاد (نور، محمد، جنى وحسين)، من العاملين القدامى في «المنار». بدأ العمل فيها أواخر العام 1992. وقد تنقل خلال هذه المدة بين عدة أقسام هندسية وتقنية.
