حصل ذلك في النصف الأول من العام 1974، يوم حزم عباس حقيبته وحمل جواز سفره اللبناني، وغادر إلى البرازيل، لعله يجد فيها ما يؤمن سبلاً أفضل للحياة الكريمة له ولعائلتة.
رحلة عباس، الذي كان يعمل في التمديدات الصحية وينوء تحت حمل تربية عائلته، امتدت إحدى وأربعين سنة، لم تسمع فيها العائلة كلمة من عباس، باستثناء رسالة يتيمة قد بهت حبرها، تلقتها العائلة بعد مرور سبع سنوات على سفر عباس، ويبلغ فيها الزوجة تحياته وسلامه لها ولبناته الأربع رجاء وفاطمة ولينا ووفاء، اللواتي كبرن ولم يقطعن خيط الرجاء بعودة الوالد واحتضانه مهما كانت أسباب هذا الغياب.
كل ما يعرفه أفراد العائلة، ويحفظه الأحفاد أيضاً من كثرة ترداد الحديث عن عباس، هو أنه كان يقيم في مدينة سان باولو، ولكن على الرغم من المحاولات الحثيثة للبحث عنه من جانب بعض أفراد العائلة، بمن فيهم الزوجة نجيبة مروة المعروفة بنجيبة المختار في قريتها، والتي صارت مثالاً للعطاء والتربية الصالحة.
إحدى بناته وفاء التي كانت في سنواتها الأولى حين سافر عباس ولا تحفظ منه سوى صوره بالأبيض والأسود، لا تكف عن البحث عن والدها وتزود كل من يأتي من البرازيل بصفات وشخصية أبيها لعله يكون قد التقاه يوماً.
تطرح وفاء اليوم قضية والدها، وتناشد سفارة لبنان في البرازيل، وكل أبناء الجالية اللبنانية، ولا سيما من عاصروا تلك المرحلة أن يساعدوا في تحديد مصير والدها عباس مصطفى مروة.
