أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«أم حسين» أيقظت ولدها... وندمت!

الجمعة 17 كانون الثاني , 2014 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 5,117 زائر

«أم حسين» أيقظت ولدها... وندمت!

تحتضن حفيدتها آية، ابنة الشهيد، التي لم يتجاوز عمرها خمس سنوات، تسألها بلوعة وأسى «صرتي يتيمة؟»، فيما الدموع تنهمر على وجنتيها اللتين أنهكتهما سنون الحياة بالتجاعيد. البكاء والعويل يحتلان المساحة في ذلك المنزل المتواضع، مع كل عبارة ترددها الوالدة الثكلى بابنها الذي يعمل في بلدية الهرمل عامل نظافة مياوماً. فابن السادسة والأربعين من العمر، المتزوج من وفاء قاسم ولديه ثلاثة أولاد (محمد عشر سنوات، وعلي سبع سنوات وآية خمس سنوات)، خرج صباحاً إلى عمله، وللصدفة، غاب زميله عن دوامه، فترتّب عليه أن يحل مكانه في شارع السراي حيث وقع التفجير.

منذ الصباح الباكر، وعلى رغم أن قلب الوالدة «نقزان»، وثمة ما يقلقها بسبب حلم رأته في الليلة التي سبقت الجريمة، أيقظت ابنها البكر بناءً على طلبه، حتى لا يتأخر عن موعد عمله. الآن بعد موته، تحملها اللوعة على القول «يا ريتني ما وعّيتك يا أمي». دويّ الانفجار دفع «أم حسين» إلى سلوك طريق البساتين المؤدي من منزلها إلى مبنى البلدية، حيث سألت عنه، فطمأنها بعض الذين تجمهروا بأنه ذهب إلى المنزل، «بس ما صدقتهم لأنو قلبي كان لهبان وعم يحترق وعرفاني إنو في شي صاب حسين»، تقول وهي تحاول أن تكفكف دموعها.

«شو بدنا نعمل هيك كاتب ربنا»، تقول شقيقته التي لفتها قبل يوم على استشهاده إقدامه «بشكل غريب» على «تبويس أولاده وشمّهم كما لو أنه كان يودعهم». حسين عمرو أحد أبناء الهرمل الأبرياء الذين طالتهم يد الغدر في تفجير أمس، «سقط شهيداً ومظلوماً، لأنه كان يجاهد في سبيل لقمة عيش أبنائه وعائلته، وذلك على الرغم من مرضه»، يقول شقيقه علي الذي استنكر «أعمال التكفيريين الإجرامية التي تطال الأبرياء، في الوقت الذي يفرون فيه من ساحات المواجهة والقتال».

وليس بعيداً من منزل عمرو، تجمهر العشرات من أبناء الهرمل والنازحين السوريين أمام مدخل طوارئ مستشفى البتول. وجوه أصابها الذهول واللوعة، تنتظر خبراً عن جرحاها. يسأل الملهوفون كلٌ عن حبيبه، هل هو حي أو ميت؟ في هذا المستشفى أم نقل إلى آخر؟ لحظات طويلة تمر قبل أن يحصلوا على الجواب الشافي. الممرضون والممرضات في حركة دؤوبة، مع استمرار نقل سيارات الإسعاف للجرحى الذين بلغ عددهم 43، عولج بعضهم سريعاً بسبب إصاباتهم الطفيفة، في حين نقل البعض الآخر بحسب حراجة وخطورة وضعه إلى مستشفيات أخرى. «هربنا من الموت قام لحقنا لهوني»، يقول الطفل السوري حسين نايف (14 عاماً) الذي أصيب بجروح وحروق في وجهه وأطرافه. لا يكف الفتى النازح عن النفخ على يديه المحترقتين، فيما عيناه لا تفارقان شقيقه محمد (12 عاماً) الذي يرقد على سرير آخر لإصابته بحروق أيضاً. نزح الطفلان مع عائلتهما من سوريا منذ شهرين تقريباً هرباً من القصف والقتل، وسكنا في الهرمل. قدرهما كان المرور أمس بسيارة بشار علوه الذي يعملان لديه، بمحاذاة سيارة الانتحاري حيث أصيبا بحروق في الوجه والأطراف.

ضحايا التفجير

والى الشهيد عمرو، هناك جثتان لم تعرف هويتاهما بعد، إضافة الى الجرحى نجدت رفعت حمادة، حسين حسن مرتضى، محمد عيسى الهق، امل مرتضى، علي خليل طه، خليل عبدالله، غازي خليل، حسين حسن الحاج حسين، محمد عباس الهق، قاسم محمد ناصر الدين، محمد طه، هزيل خيرالله عز، ناصر عبدالله حماده، فراس الحاج حسن، حسن محمد العلي، حسين مرتضى، امل مخ، علي الغرباوي، علي حسان ناصر الدين، فاطمة نعمة ناصر الدين، حسين علام، علي غسان صفوان، د. الياس الزين، فداء نعمة جعفر، حسين عباس شمص، بشار علوه، كريم علوه، حسين النايف (سوري)، محمد النايف (سوري)، حلا جورج مهنا، فادي شهلا، حسين حسن الساحلي، ليلى محمد قانصوه، هزيم خيرالله هزيم، محمد حنظل ناصر الدين، موسى محمد صقر.

 

الاخبار

Script executed in 0.19043183326721