تشكل الأسواق الشعبية في الجنوب ملجأً للكثير من العائلات ذات الدخل المحدود، فالبضائع المعروضة تكون أقل سعراً عن محال بيع الألبسة، نظراً لما يوفره التاجر من إيجارات شهرية ورسوم بلدية وتكاليف كهرباء وماء وعمّال وموظفين، من هنا استمرت في عديد من البلدات حتى بعد فتح الأسواق الكبيرة والمحال الفخمة.
فاتحة إقليم التفاح
في عربصاليم تنتشر المحال التجارية على جانبي الطريق، هذه البلدة تعتبر فاتحة إقليم التفاح، بعد جرجوع وعين بوسوار وجباع، حيث تغيب الحياة الاقتصادية هناك وتنشط فيها، تشكل بديلاً أولياً من الذهاب إلى مدينة النبطية، فيقصدها كثيرون. أما سوقها الشعبي فلم يسمع به أبناء البلدات المجاورة، فقد استجد بعد "سوق جباع"، وتجربته ما زالت في طور النمو، تحتاج لرعاية ودعم.
فكرة السوق الشعبي لم تكن فكرة تجارية منافسة لأصحاب المحال الموجودة، فالطالب الجامعي حسن نظر، أتى من الكويت ليكمل دراسته في لبنان، وجد قطعة أرض لوالده على الشارع العام من دون أدنى استثمار أو اهتمام، وقرر أن تكون سوقاً شعبياً صغيراً يعطي فرصة شرائية مختلفة لأبناء بلدته، وبدأ جولته على أصحاب البسطات في سوق جباع والنبطية، عارضاً مشروعه عليهم، فلاقى رواجاً في البداية، وبدأ السوق بما يقارب الأربعين بسطة تمتد على ثلاثة دونمات تقريباً، لكن سرعان ما بدأت التحديات المعتادة، كطلب البلدية رخصة للسوق، ما اضطر إلى توقفه المفاجئ، لمدة أسبوعين، لكن لم يتراجع عن الفكرة، وأكمل كل الإجراءات المطلوبة، مؤكداً أنه مع الوقت سيصبح السوق أقوى وأكثر شهرة لدى الناس.
