أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الحاصباني: نازحون يأكلون أسماكاً ملوثة

الأربعاء 29 كانون الثاني , 2014 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,799 زائر

الحاصباني: نازحون يأكلون أسماكاً ملوثة

هذا الاعتداء الموسمي على نهر الحاصباني، دفع بعشرات المزارعين والسكان المحليين القاطنين في محيطه، لتوجيه نداءات عاجلة إلى الجهات المعنية في وزارتي البيئة والصحة، للتدخل وإيجاد حل لهذا الوضع الكارثي المزمن، والذي سيصل حتماً إلى انتشار الأمراض، في ظل الروائح الكريهة المنبعثة، ناهيك عن قتل الحياة المائية، والأضرار التي يمكن أن تلحق بالمواسم الزراعية. علماً أنّ حالات مرضية كانت قد سجلت خلال الأعوام الماضية نتيجة لهذا التلوث.

كميات كبيرة من الأسماك نفقت، وما بقي منها في طريقه إلى الهلاك. عائلات سورية نازحة إلى ضفتي النهر استغلت هذا الوضع فباتت تقضي ساعات عدة في مياهه، تصطاد الأسماك الحية وبسهولة من دون الالتفات الى خطر تناولها. "إنّها فرصة ذهبية، نجمع يومياً بين 5 و10 كيلوغرامات من السمك"، يقول النازح سامر الحسوني، بينما كان مع ولديه يلاحقون الأسماك المنهكة في مجرى النهر، غير آبهين بتلوث مياهه، وبخطر تلوث هذه الأسماك على صحتهم. "النار كفيلة بتعقيمها. إننا في حال عوز، وهذه المرة الأولى التي يتسنى لنا تناول السمك مجاناً"، وفق الحسوني.

فادي القاضي صاحب أحد المتنزهات على ضفة الحاصباني، اعتبر "ما يحصل من تلوث في هذا النهر كارثة حقيقية. ففي بقعة مائية قبالة المتنزه، لا يتعدى طولها 20 متراً بعرض 7 أمتار، نفق نحو طن من السمك، كنا نطعمها خلال فصل الصيف ونسهر على تربيتها. فقد قضى زيبار الزيتون في أقل من 24 ساعة، على معظم السمك وما بقي في طريقه إلى الهلاك".

الناشط البيئي رجائي أبو همين، دعا إلى أكبر حملة شبابية لإنقاذ الحاصباني من هذه الكارثة الموسمية، التي باتت خطراً فعلياً على صحة الإنسان والبيئة في حوضه. يقول إن "الزيبار يعمل على قتل الحياة المائية بشكل عام، فالسمك نفق بنسبة 85 في المئة حتى الآن وما بقي منه منهك وفي طريقه إلى الهلاك. كذلك بتنا نخاف على صحة النازحين السوريين الذين يقصدون النهر لجمع السمك، غير آبهين بالتلوث، لقد نبهنا النازحين إلى السم في سمك كهذا، لكنّ معظمهم لم يرتدع".

وكان قائمقام حاصبيا وليد الغفير قد أجرى سلسلة اتصالات مع مختلف الجهات المعنية، بهدف حماية مجرى نهر الحاصباني من زيبار الزيتون. علماً أنّ العديد من أصحاب معاصر الزيتون، أخلوا في تطبيق التدابير الآيلة لحماية مجرى النهر، بناء لاتفاق عقد العام الماضي بينهم وبين البلديات، ويشمل سلسلة إجراءات عملية ملزمة لدرء التلوث عن مياه النهر.

السفير 

Script executed in 0.19346213340759