أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

المنصورة.. قرية تاريخية في خراج بلدة يارون .. سكنها الانسان في قديم الزمان وهجرها بسبب النمل وانقلبت رأساً على عقب

الأربعاء 29 كانون الثاني , 2014 10:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 20,150 زائر

المنصورة.. قرية تاريخية في خراج بلدة يارون .. سكنها الانسان في قديم الزمان وهجرها بسبب النمل وانقلبت رأساً على عقب

على تلة صغيرة واستراتيجية في خراج بلدة يارون الجنوبية، و بالتحديد في منطقة مشرفة على بلدات عين ابل، رميش، بنت جبيل و جبل الجرمق في شمال فلسطين المحتلة، وفي نقطة تقع شمالي غرب يارون، تتربع قرية اثرية صغيرة، انقلبت في غابر الزمان رأساً على عقب تسمى الآن بـ" المنصورة ".

في العهد القديم كانت " المنصورة " بحسب الرويات المتعددة والمنقولة عن كبار السن في بلدة يارون، كانت قرية تحتوي على اكثر من 50 بيتاً مبنية من الحجارة الصخرية والبازلتية، تتوزع على سفح التلة وعلى اطرافها، بالاضافة الى مغاور و آبار واضحة للعيان نحتت فيها آنذاك.

من بعيد، لاتبدو قرية "المنصورة" انها قرية كانت تنهض بسكانها في غابر الزمان، وعند تجوالك بﯿن الأحجار المبعثرة، يمكنك ان تلاحظ بقايا غرف و بيوت تستنشق من خلالها رائحة التاريخ و يتكون في ذھنك صوراً ومشاھد لهذه القرية في تلك اﻻزمنة، فحجارتها الصلبة تحكي قصة إنسان استطاع بإرادته أن يطوع وعورة تلك الصخور ليحولها إلى بيوت صالحة للسكن.  

قليلة هي الأماكن الأثرية الموجودة في منطقة بنت جبيل التي تتشابه مع قرية "المنصورة" ففي خراج مدينة بنت جبيل وبلدتي الطيري و عين ابل، توجد بعض الأماكن الثرية التي تعود للعهد الكنعاني متشابهة تماماً مع تلك القرية، ما يزيد من فرضية ان تكون كنعانية.

ايضاً قليلة هي الرويات المتناقلة عن " المنصورة " فـ الأهالي في بلدة  يارون لم يتناقلوا سوى حديث عن تلك الضيعة، فيقول المختار علي حرب ان سمع من والده ان " المنصورة " كانت قرية يسكنها البشر منذ اكثر من 300 سنة، و تهدمت بفعل زلزال حدث و هجرها أهلها آنذاك". 

اما المعمرة الحاجة المازة ايراني فتروي في حديث لموقعنا حادثة غريبة عن تلك القرية و تقول : " في الماضي ومنذ اكثر من 80 عاماً سمعت من جدها ان هناك اثنين من ابناء بلدة يارون  كانوا مهاجرين في بلاد اليمن فألتقوا بامرأة في الصدفة هناك، سألتهم انتم من اي بلدة في لبنان فأجابوها نحن من يارون قرب فلسطين، فأجابتهم ان اصلها من تلك المنطقة من قرية كانت تعرف بالمنصورة كان اجدادها قد سكنوها قبل انتقالهم الى اليمن بسبب كارثة حلت بهم آنذاك جراء كثرة النمل الذي هجم على القرية وكان يأكل عيون الأطفال.."  

اذاً تعتبر " المنصورة " موقعا مهماً للآثار الدفينة، فمنذ اكتشافها منذ اكثر من 200 سنة لم يعمد أحد من المتخصصين في علم الآثار على القيام بالتنقيب في هذه المنطقة و على الأقل تبيان حقيقة هذه القرية...

موقع بنت جبيل و في جولة على تلك القرية التقى خلالها بعض المواطنين من ابناء بلدة يارون و عاد بهذا التحقيق بالصوت و الصورة...

Script executed in 0.1793360710144