أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

برج الشمالي.. شبابٌ تهتم به البلدية وتتخلّى عنه الدولة

الخميس 30 كانون الثاني , 2014 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 18,036 زائر

برج الشمالي.. شبابٌ تهتم به البلدية وتتخلّى عنه الدولة

بلدة برج الشمالي، سُمّيت بهذا الاسم لاحتوائها على برجين: الشمالي، و«القبلي» أي الجنوبي، وذلك منذ أيام أليسار ملكة صور في القدم. أحد البرجين دُمّر، والثاني جرى ترميمه على مستوى جيّد. وقد كان البرجان مخزنين للعلف والعلّيق. وذُكر في بعض المراجع أنّ البلدة سميت بذلك لوجودها شمال مدينة صور. 

يبلغ عدد سكان برج الشمالي حوالى 6000 نسمة، أما المغتربون فيبلغ عددهم ما يقارب 1500 نسمة، يتوزعون بين ألمانيا وأفريقيا. ترتفع برج الشمالي عن سطح البحر حوالى 70 مترًا، وتمتدّ على مساحة 1080 هكتارًا. تحدّها صور، البازورية، عين بعال وطيردبّا. 

من عائلات برج الشمالي: مناع، دحويش، عواضة، موسى، مصطفى، شحادة، صالح، عبادي، زياد، عبد الله، إبراهيم، فتوني، يونس، سليمان، عوض، حويلا، عباس، زين، قصير، بدوي، عطوي، طالب، وهبي، فقيه، شبلي وشعيتلي. 

أما المدارس فمنها: ثانوية الأفق العالمية، ثانوية الأمجاد، مدرسة الزهراء، مدرسة صور الوطنية، مدرسة فلسطين، ثانوية الإنكليزية العالمية، المدرسة المتوسطة الرسمية، ومؤسسة جبل عامل المهنية. 

ومن الجمعيات في البلدة: جمعية كشافة الرسالة، جمعية كشافة المهدي، جمعية الإصلاح التربوية الرياضية الفاعلة منذ عام 1967 والناشطة رياضيًا، تجمّع شباب برج الشمالي، ومركز مصان لذوي الاحتياجات الإضافية. 

ضاهر 

عضو المجلس البلدي ومسؤول اللجنة الرياضية علي ضاهر يصف بلدة برج الشمالي بأنها منطقة استراتيجية، وتتميز بنسبة تعليم جيدة جدًا، وفيها مراكز خدماتية كمركز الشباب الصحي، والمستشفى اللبناني الإيطالي. 

ويقول: «إنّ البلدية تقوم بعملها لخدمة الناس، ولكن هناك تقصير عام من قبل الدولة، والإمكانات محدودة. كما إنّ البلدية تُعنى بالشأن الرياضي عبر دعمها الدورات المُقامة، حوالى 4 دورات في السنة، بإشراف البلدية وحضورها، لأنّ الرياضة تثقّف الإنسان وتوجّهه إلى الطريق القويمة». 

دياب 

من ناحيته، يرى مراقب الأشغال في البلدية مصطفى دياب أنّ البلدية تقوم بواجبها على الصعيد الخدماتي، «ولكن لا يمنع أن تعجز البلدية عن القيام بأمور عديدة، رغم أنها قامت بالكثير من الخدمات كتعبيد الطرقات، ولكن المشكلة تعود إلى عدم توفر الكلفة المادية». 

بداح 

المسؤول عن الإسعاف الصحي في جمعية كشافة الرسالة محمد بداح تحدّث عن وجود 35 عنصراً متطوّعاً في الجمعية لخدمة البلدة، والتدخّل لدى وقوع كوارث طبيعية ومنزلية، ويقول: «هناك حوالى أربع سيارات إسعاف تتحرّك عند الحاجة، لأنه يصادف أن تحدث حالات إنسانية في البلدة كل يوم ولكن بتفاوت. وما يميّز أهالي برج الشمالي، أنهم يتعاونون في ما بينهم، ويكونون يدًا واحدة عند الحاجة». 

سمحات 

صاحب «مطعم السمحات» في برج الشمالي علي سمحات، أصله من صور ولكنه ولد في برج الشمالي وتربى مع أهاليها، وهو يعتبرها جميلة بما فيها، وبالتالي تحتوي كغيرها على سلبيات أيضًا، ولكنه يفضل البقاء فيها دومًا. 

وطفى 

من ناحيته، يبدأ الكابتن خليل وطفى حديثه بشكره البلدية الممثلة برئيسها ونائب الرئيس على المواكبة الدائمة، ودعم الشأن الرياضي عبر الدورات الداخلية. ويضيف: «نحن نقدّر فريق بلدتنا، وهو يشارك في بطولات على صعيد لبنان، خلال السنة الماضية فزنا في بطولة «الآمال» مع فريق الإصلاح، وحللنا في المركز الثاني خلال بطولة جمعتنا وفريق العهد». 

الشباب 

وكان لشباب البلدة آراؤهم حول بلدتهم. الشاب محمود حمود يعتبر أنّ برج الشمالي تتميز بأهلها الطيّبين وبالتعاون السائد بين الشباب، «فهم يد واحدة، ورئيس البلدية مميّز لأنه يُعنى بالشباب ويهتمّ بهم». 

الشاب حسن يونس يقول: «أفتخر ببلدتي التي تجتمع فيها المحبة والصداقة والإخلاص». 

وفي أحد المقاهي الصغيرة في البلدة، جلس حوالى عشرون شابًا عبّروا عن حبّهم لبلدتهم وخوفهم على مصلحتها، ولكن كان لمعظمهم «عتب» على البلدية حول نقاط عدّة تتعلق بمستقبلهم، فمعظمهم من دون عمل، وقلقون حيال مصيرهم. 

الشاب محمود مناع يقول: «لدينا في برج الشمالي أحد أكبر مصانع البلاستيك في الشرق الأوسط، ولكن للأسف، العمّال فيه من خارج برج الشمالي، لماذا لا يُوظّف شباب من هنا؟ هناك أيضًا أراضٍ «مشاع»، لماذا لا تُفرز للشباب من أجل إقامة مشاريع عليها»؟ 

الشاب علي موسى قلق حيال هذه النقطة، إذ يقول: «لدينا أراضٍ «مشاع» في برج الشمالي، وهناك من يضع يده على تلك الأراضي ممّن لديه رؤوس أموال، ويمكن استثمارها بمشاريع كما حدث في منطقة جويا». 

الشاب علي بيضون، يعتبر أنّ أهل برج الشمالي هم «خير وبركة»، «لكنّ قلّة الأشغال تزيد من المشاكل، وما النفع في هذه البلد إذا لم تتوفر فيه فرص العمل؟ فالمتعلمون سيصلون إلى حائط مسدود». 

أما الشاب وسام كعور فيقول: «حتى اليوم أعيش في بيت مستأجَر، لديّ خمسة أخوة ولا نمتلك شقة واحدة للسكن، ثمّة أراضٍ تُباع ويُسيطَر عليها وتستغَلّ من قبل أشخاص، وقد وعدتنا البلدية بأن تقوم بمشروع سكنيّ للشباب ولم تنفّذ وعدها». 

ديب 

وبعد الاستماع لمطالب شباب برج الشمالي، كانت زيارة لمقرّ البلدية، ولقاء مع رئيس البلدية علي ديب. 

وقبل الحديث عن مطالب الشباب، أخبرنا ديب عن إنجازات البلدية، إذ استطاعت أن تتواصل بعملها بشكل متجانس بدءًا بتعبيد الطرقات وصولًا إلى بناء ثانوية. ويقول ديب: «عندما تسلّمت البلدية كان تعاني عجزًا ماليًا يقدّر بحوالى 300 مليون ليرة، وغطّينا هذا العجز، ثمّ وضعت البلدية تخطيطًا ودراسةً شاملةً لاحتياجات البلدة وترتيبها بحسب الأولويات. فعملت على البنى التحتية والإنارة والمياة التي تعتبر أساس الحياة، إضافة إلى الكثير من المساعدات الاجتماعية والانسانية التي قدّمتها البلدية للعائلات الفقيرة وللحالات الإنسانية الصعبة، كما تعنى البلدية بالشأن الرياضي وتدعم جميع الدورات المقامة وتشرف عليها، ولكن تبقى الامور المادية هي العقبة الوحيدة». 

ويضمّ ديب صوته إلى صوت الشباب، ويعتبر ذلك صرخة مستحقة، ولم ينفِ حقيقة الاعتداء على أراضي برج الشمالي، وصرّح أنّ ثمّة لجان استُحدثت لمنع الاعتداء، في حين لم تستطع القوى الأمنية ضبط المخالفات والاعتداءات، ولم تتعدّ نسبة التجاوزات 2 ». 

وحول موضوع البيع والشراء يقول ديب: «إن البلدية قامت برفع كتاب إلى وزارة الداخلية، وجرى تحميل الوزارة مسؤولية عمليات البيع والشراء التي تحدث من غير علم البلدية، وطالبنا بتشكيل لجنة مسوحات من التنظيم المدني لتحديد الأراضي والحفاظ عليها». 

أما حول مصنع البلاستيك فيقول: «إنّ المصنع متوقف عن العمل منذ أن اعتدت عليه «إسرائيل» في عدوان 2006، وهو موجود في برج الشمالي، ولكن عقاريًا يتبع لمنطقة البازورية، ولو كان الأمر في يدنا لقمنا حتمًا بما هو مناسب، لأن مصلحة برج الشمالي تهمّنا في الدرجة الأولى». 

وحول تأمين وحدات سكنية للشباب لتأمين مستقبلهم، يؤكّد ديب أنّ هناك مشروعًا قدّمته الجمعية اليمنية، وكلفته مليون ومئتي ألف دولار، وافقت عليه البلدية من أجل بناء وحدات سكنية للشباب، ولكنّ المشروع رُفض من قبل وزارة الداخلية والبلديات، لذلك فالتقصير بشكل عام آتٍ من الدولة». 

ويختم ديب حديثه قائلًا: «نحن لن نقف عاجزين لأن همّ الناس هو همّنا، وشعب الجنوب دفع الضريبة عن كل لبنان وقدّم الغالي والنفيس، ولطالما تميّز بالطيبة وعدم الأذيّة لأيّ شخص كان». 

البناء 

Script executed in 0.19850206375122