هي مجدّداً ، "متلازمة" .. أو مرض بات يحتلّ شريحة لا بأس بها من الناس ، بعد ما قارنوا بين العصر المنصرم وهذا العصر ، لوجدوا أنّ العودة إلى الوراء أمنية ستلازمهم إلى الأبد .. ولأنّ هذا الأمر مستحيلاً ، نلجأ للعودة للحياة التقليدية القديمة التي لا يمكن إرجاعها ، إلا في داخلنا ..
لم يعد باستطاعة أحد التفلّت من التطور والتقدّم أو الإستغناء عنه ، لكننا دائماً ما نحتاج للحظات من النعيم والهدوء لا يمكننا إيجادها في هذا التقدّم والتطوّر ، إنما قد نجدها في أبسط الأمور وأصغرها وأكثرها بعداً عن التطوّر .. ولربّما ألجأ إلى تفقّد هذه الأماكن وتصويرها ما هو إلاّ إشباعاً لهذه الرغبة العميقة التي تشعرني بالإرتياح ، وتبعدني قليلاً عن كلّ ما في هذه الدّنيا ..
لا شيء صدّقوني يُغني عن نسمة باردةٍ تحت عريشة جنوبية ، وفي يدك اليمنى تصبّ قهوة عربيّة ، وأنت جالس على "قعدة عربية" في أرض الدار في منزلٍ يحمل في حناياه تعب السنين وجنى العمر .. حينها ، ستعثر على اللذة الحقيقية في الحياة ، وحولك عائلتك ولا يشغلكم سوى قوت يومكم ، بلا طمع ولا جشع..
هي منازل خَلَت من سكانها ، وقناطرٌ كانت يوماً تطلّ على السهرات والضحكات والأعراس التي كان المدعوون إليها يأتون بلا كروت الدعوة .. هنا ، نبت الحشيش والأشجار غطّت القناطر .. ورحل الطيّبون .. وهُجِرت البيوت ..












