ففي أوقات الصحو والأيام "المشمسة" يخرج الأطفال إلى الحقول المجاورة في محيط الخيام وإبل السقي والوزاني، لجمع الحطب أو العشب اليابس، لاستخدامه في إيقاد "صوبيات" التدفئة أو لمواقد الخبز والتنّور.
ويستخدم الأطفال في "مهماتهم" بعض الآلات الزراعية، كالـ"عربيات"، أو الحبال، حتى أن بعضهم يلجأ إلى شدّ كومة حطب تبلغ أضعاف وزنه، لكنه يستعين في بعض الأحيان بشقيق أو قريب لإنجاز مهمته.
ولا يحد الطقس الماطر، برغم تقطعه وتراجعه في هذا الفصل الشتوي، من خروجهم ومشاركتهم في الأعمال البيتية.
ويكثرعديد الأسرة السورية التي يعمل أربابها في الزراعة أو في ورش البناء، ويلاحظ من خلال إحصاء سريع، إلى أن أي أسرة تسكن في الخيم المنتشرة بين مرجعيون والخيام والوزاني، لا يقل عدد الأولاد فيها عن خمسة أطفال، ويتجاوز أحياناً الثمانية. وهناك العديد من الأطفال السوريين ولدوا هنا في جنوب لبنان، بين فترة التحرير في سنة 2000 والتهجير منذ نحو ثلاث سنوات. ويتمتع هؤلاء الأطفال ببنية "صلبة" مردّها إلى مشاركتهم في أعمال الأسرة، إلى جانب ذويهم، وفي الزراعة وجمع الحطب وغيرها.
