سامر وهبي - بنت جبيل.اورغ
دريد لحام كان عفوياً في كلامه ، خفيف الظل كما عهدناه. مازح الحضور، واعتبر أن هذا التكريم سيبقى محفوظاً في خزان ذاكرته. وعلى الرغم من خفة ظله، إلا أنه أبي إلا أن يتعرض للحالة الطائفية والمذهبية التي نعيشها والتي اعتبر أن لا دواء لها إلا بالتفكير العقلاني. وفاضت مشاعرالحب والانتماء الوطني للفنان المبدع عندما ذكر بلده سوريا ليقول:" سوريا... سامحينا... لأننا جميعاً غلطنا بحقك. وسبقت الفنان المبدع دموع الحب التي انهمرت على خديه عند ذكر والدته التي يعتبرها الموطن الأول له، وسوريا الموطن الثاني له، قائلاً: أمي... ارضي عليي"، مردداً أغنية يا ست الحبايب يا يامو".
مركز معروف سعد الثقافي غص بالمواطنين والشخصيات الذين تهافتوا للقاء الفنان المبدع دريد لحام. فضاقت قاعة المسرح بالحاضرين، وامتلات الممرات، ورفع المشاركون الأعلام، كما استوقفوا الفنان المبدع أثناء حديثه مرددين هتافات تحييه وتحيي سوريا المقاومة.
تقدم حفل تكريم الفنان المبدع دريد لحام الذي حضر برفقة زوجته السيدة هلا بيطار، أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، ورئيسة الهيئة النسائية الشعبية السيدة إيمان سعد، ونقيب الفنانين اللبنانيين جان قسيس، وممثلو الأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، ورجال دين، ومجموعة من الفنانين أبرزهم أحمد الزين، ومنير كسرواني، وشخصيات، وأعضاء الأمانة العام واللجنة المركزية في التنظيم الشعبي الناصري، وحشد كبير من المواطنين، وبخاصة من الشباب.
بدأ حفل التكريم بالنشيدين الوطنيين اللبناني والسوري، وبكلمة لعريف الحفل خليل المتبولي الذي ألقى كلمة لجنة إحياء ذكرى الشهيد ، قال فيها:" مساء الخير ... مساء الأمل والفرح ... مساء صيدا شجر الليمون وزهره ... مساء بحر صيدا المفعم بروح وعبق الثورة والعنفوان ... مساء قلعتي صيدا الواقفتين في وجه كل الأعاصير والمؤامرات ... مساء الكفاح والنضال والثورة التي آمن بها الشهيد معروف سعد الذي في ذكراه التاسعة والثلاثين اليوم نجتمع لنكرّم عملاقاً من عمالقة الفن العربي لعب دوراً مهماً وأساسياً في الساحة الفنية السورية بل والعربية ...
أيها الحفل الكريم أرحب بكم جميعاً فرداً فرداً في هذا الصرح الثقافي الكبير الذي يحمل بين طياته وجوانبه أفكار ومبادىء وقيم الشهيد معروف سعد ... تسعة وثلاثون عاماً مضت ولم يؤثّر الزمن على صورة معروف التي بقيت مشعّة في أذهاننا بصفاء لا يزول . إننا نحيي ذكراه كلّ يوم وكلّ آن ونهتدي بفكره ومواقفه ، لا النسيان ولا الفراق ولا الموت يمكن لهم أن يهدّدوا وجوده بيننا ، لأنّه كان مشروع حياة ، وخاض كلّ نضالاته من أجل الحياة نفسها ...
أيها الحفل الكريم ...
الدكتور دريد محمد حسن اللحام ابن دمشق والعاشق لها ، المنتقل من عالم العلم والمعرفة إلى عالم الفن والثقافة والتمثيل والكتابة ، وذلك للطاقة القوية في قدراته التمثيلية والإبداعية والتي اكتشفها آنذاك الدكتور صباح قباني مدير التلفزيون السوري الذي وجّهه نحو طريق الفن ...
مَن منّا لا يتذكر أو يذكر غوّار ، هذه الشخصيّة التي ترسّخت في عقولنا وثقافتنا وأحببناها رغم المقالب كلها التي كانت تحيكها حول الشخصيات الأخرى ، فغوار كان أكثر من مجرد لقب يطلق على شخصية معينة لفترة وجيزة، بل كان غوار هو الذي يرمز إلى الشخص السوري العادي الذي كان يكافح من أجل لقمة عيشه ويتحدث عما يصادفه من مشاكل في حياته كلها، لكن غواراً هذا لم يكن لقمةً سائغة بل كان أيضاً شخصية ساخرة ومتصرفة. وقد برز غوار بوجه الخصوص في التمثيليات ثم قفز إلى منصة المسرح . لقد كان غوار ( دريد لحّام ) يكتب ويخرج ويمثل أفلامه وينقد ما هو خطأ في المجتمع العربي ويجعل المشاهد يُبصر بمآسي الإنسان البسيط، حيث كان يجمع في سياق حديثه المصائب الشخصية للمواطن والمآسي التي يشعر بها العربي في كل بقعة من أرجاء المعمورة .
دريد لحّام كان قاسياً ولاذعاً في معظم أعماله ، وكان مرّاً وحزيناً ومفرحاً ، كان ولا يزال يستعرض بحدّة الناقد الإجتماعي والسياسي والاقتصادي بسخرية الواقع العربي بتناقضاته وظواهره ومؤسساته عموماً ، فقد كان يتصدّى للقضايا الإجتماعية وللقضايا السياسية إقليمية وعربية من الباب الكوميدي والميلودرامي أحياناً ، والتي كانت لعبته إن على المسرح أو على التلفزيون .
الفنان يمثّل بطبيعة الحال نقطة فارقة في حياة الشعوب واسمحوا لي أن أذكر هذا القول المأثور ( إنّ إنجلترا يمكن أن تستغني عن مستعمراتها ولكنها لا تقدر أن تستغني عن شكسبير ) وهذا حق ، فقد ألهم شكسبير أمته بل وألهم العالم كله بكنوز من القيم الجمالية والأنسانية لا تستطيع أن توازنها أية قيمة مادية مقابلة .والشعوب المتحضرة جميعاً تقدّر قيمة الفنان وتذكر أعماله ودوره في تطوير المجتمع وقد لا تذكر في المقابل الرؤساء والوزراء والملوك ...
ونحن في حضرة فناننا المبدع أطال الله في عمره لا يهمنا أن نذكر ما تقلّد في حياته من مناصب بقدر ما يهمنا أن نذكر أعماله الفنية التي نعرفها جميعاً. ومن المؤكّد أنها ستظل مدى الأجيال علامات مضيئة في الحياة الفنيّة والثقافية .
إنّ مسرحيات مثل غربة – ضيعة تشرين – شقائق النعمان – كاسك ياوطن – مسرح الشوك إلى صانع المطر ... ومن المسلسلات مثل حمام الهنا – صح النوم – مقالب غوار – أحلام أبو الهنا – عودة غوار – الدغري – إلى سنعود بعد قليل وغيرهم ... عدا عن الأفلام السينمائية الكثيرة ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر اللص الظريف – الحدود – التقرير – كفرون – صح النوم –أنا عنتر – إلى الأباء الصغار وسيلينا ...
إن أعماله كلها دخلت دون شك تاريخ الفن السوري والعربي والتي ستظل بمثابة المرشد في فن التمثيل ، وستظل تلح على وجداننا لأنها تعالج قضايا في الصميم السياسي والاجتماعي ، ولأنّ منظومة أعمال دريد لحّام تشكّل بحق ظاهرة في حياتنا الفنية نستطيع أن نطلق عليها مدرسة دريد لحّام ...
لم يكن دريد لحّام مجرد ممثل ومخرج وكاتب ، بل هو رمز حقبة كاملة من تاريخ الفن السوري والعربي، ونحن بتكريمنا له اليوم لا نكاد نفيه حقه بالعطاء الفني الذي منحنا إياه .
في الختام واعذروني إن أطلت عليكم دمشق لدى دريد لحّام حبيبته ومعشوقته وبذلك يقول : " الوطن ليس فندقاً لنغادره ، وإنّ الكثير من الناس عندما يرونه في دمشق اليوم يقولون له الحمدلله وكأنّ بقاءه يعني لهم الكثير ...
نقيب الفنانيين اللبنانيين جان قسيس كانت له كلمة باسم النقابة، قال فيها:" للمرة الثانية، أقف على منبر لأقول كلمة فيه. هذا الكبير في أمتي، أمتي الحزينة، والبرج الشاهق في سماء الفن العربي، واسمه... دريد لحام. وقبل البدء في الكلام عنه، دعوني أقرأ عليكم ورقة من مجموعة تحمل عنوان:" قراءات في سفر وطن يحترق" كنت انوي إصدارها قبل أعوام، في خضم جحيم الحرب التي اجتاحت لبنان لسنوات، لكنني عدلت حين صدقت ان الحرب انتهت، وأننا على أبواب سلام جديد. لكن شيئاً لم يتغير، والحرب امتدت إلى ربيع عربي مشؤوم: تقول الورقة:
على شباك بيتنا العتيق
غرسة ورد أبيض تعشق التحدي
من زمان زرعها جدي ولم تمت
أحرقتها الشمس
وبللها المطر
وأنهكتها الليالي الباردة
ولم تمت
جاءت الحرب والنار والدخان
ولم تمت
لكنها تغيرت...
وردها صار أحمر
انتهى كلام الورقة.
الأحمر يا سادتي لم يعد في بلادنا العربية لون الحب. الأحمر عندنا أصبح لون الدم، والدم فقط.
أليس كذلك؟
أليس كذلك يا سيدي دريد؟
انت من زرعت الحب دائماً وزرعت المجد والفخر والامل والسلام، ماذا تقول والفخر والأمل والسلام، ماذا تقول اليوم؟
أنت الذي شربت مر الكأس لوطن حلم، ماذا تقول اليوم؟
انت الذي لفظت غربة الزمن الرديء، ماذا تقول اليوم؟
أنت الذي ضعت على حدود الانتماء، ماذا تقول اليوم؟
انت الذي أطلقت ألق صرخة للسلام، وأشعلت فينا وهج الأمل، ورسمت لأعمارنا مساحات من الأحلام الجميلة، ولونت أعيننا بالفرح والابتسامات، ماذا تقول اليوم؟
أعرف يا سيدي عمق أحزانك ، وأعرف دمعتك الصامتة كيف تحرق قلبك، وأعرف كيف انك تحار اليوم في ما تقول.
بالأمس القريب، كنت هنا تصور عملاً ورامياً في إحدى قرى الشمال اللبناني، فداهمتك مجموعة من أهل الجهل واوقفوك وفريقك عن العمل.
أتيت إليك في فندقك، مطأطأ الرأس، خجلاً من نفسي ومن شعبي لأعتذر عني وعنهم، وانحنيت أمامك، يا ملك الحب والفرح والطيبة، وليتني كنت أملك ان أقلب الأرض والسماء فوق رؤوس الاوغاد، لأجلك يا سيدي.
عقيم فكرنا وعقيمة ملامحنا وعقيمة معتقداتنا ما دمنا لا نعرف قيمتك وقيمة المبدعين أمثالك. وعقيمة ثقافتنا وعقيم تاريخنا إن جحدنا عطاءاتك...
إغفر لنا يا سيدي
واغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون. وها أنت الآن بيننا تحمل ثقل شعب جريح مشتت نازف.
ها أنت بيننا مكرم، والتكريم يليق بك، وقبلة على جبينك الشامخ. وسامحنا.
رئيسة الهيئة النسائية الشعبية السيدة إيمان سعد كانت لها كلمة رحبت فيها بالفنان المبدع دريد لحام، وقالت:" طاب مساؤكم في هذه الأمسية الدافئة التي نكرم فيها الفنان المبدع دريد لحام في الذكرى التاسعة والثلاثين لاستشهاد القائد الوطني الشهيد معروف سعد الذي ناضل واستشهد دفاعاً عن الفقراء والمعذبين ومن أجل الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية ودفاعاً عن فلسطين والعروبة.
وقالت:" في الماضي لم يكن لدينا فضائيات، ولم يكن هناك ثقافة تبادل الاعمال الفنية بين الدول العربية. العمل الوحيد الذي عرفنا من خلاله في مصر اللجهة الشامية كان مسلسل غوار الطوشي ، ولا نزال حتى يومنا هذا نرددها. منذ عدة أيام كانت ذكرى الوحدة المصرية السورية. وأتمنى ان تعود لنا هذه الوحدة ليس فقط بين سوريا ومصر بل سوريا ومصر ولبنان وكل البلاد العربية. وكما يوجد اتحاد اوروبي وعملة موحدة، نأمل ان يكون لدينا في البلدان العربية عملة واحدة واتحاد عربي واحد".
متميز هو... دريد لحام. ولعل ميزته وفرادته لا تكمن فقط في مسيرة عطائه الفني الذي لا يتوقف ينبوعه، بل أيضاً في إبداعه كممثل ومخرج وكاتب نص ومثقف وفي روعة الانتماء، في روح الإنسان التي لا تغادره، وفي قلبه الطفولي. عرفناه صغاراً وقد شدتنا أفلامه ومسلسلاته "صح النوم" و "غوار الطوشة" و"مقالبه"، وفهمناه كباراً في "غربة" و"ضيعة تشرين" و"التقرير" و "الحدود"، برسالته الفنية الواضحة غير القابلة للتأويل أو التشكيك... هومع الناس... ومع حريتهم وحقهم بالعيش الكريم. وقد فهم الفن على أنه رسالة وطنية اجتماعية إنسانية.
عدة عقود من العطاء الفني المتميز الرائع العابق بالياسمين الدمشقي، و"أبو ثائر" لا يهدأ، لا يكل، لا يتعب.. هكذا تربع هذا الشقي، المشاغب، الدائم الحضور، على عمادة الفن العربي.
هنا في صيدا بوابة العبور إلى فلسطين، وعلى أرض الجنوب المقاوم، نكرم اليوم دريد لحام وقد هدفنا في الهيئة النسائية الشعبية وفي لجنة تخليد ذكرى المناضل معروف سعد، من وراء هذا التكريم أن يكون تكريماً للفن العربي الملتزم. لإدراكنا بأهمية الفن ورسالته. فن يلامس جوهر القضايا التي يعاني منها وطننا العربي. وفي طليعتها حرية العيش بكرامة إنسانية وبسلام وأمن، وحرية الفكر والإبداع التي لا تزدهر إلا في ظل توافر مناخات مغايرة للمناخات الراهنة حيث القمع والتكفير والإرهاب.
يأتينا اليوم دريد لحام مثقلاً بالهواجس والهموم ويأسئلة المصير، كيف لا، وهو يرى حبيبته وعشقه الأبدي "دمشق" وقد قتلت فيها زقزقة العصافير وروعة انسياب مياه بردى، وكل الأشياء الجميلة. وفلسطين الجريحة التي تهرب وتبرم في الإجابة عن مصيرها في سؤال والده الشهيد في مسرحية كاسك يا وطن، تكاد تكون نسيا منسياً لولا صمود شعبنا المقاوم الذي يذكرنا بأرضنا السليبة. وشرقستان وغربستان في فيلمه "الحدود" ستصبح عشرات العربستان مع طغيان الانقسامات في مجتمعاتنا وحيث بتنا مللاً وطوائف وإقطاعات وإمارات، على حساب هويتنا الوطنية والقومية الجامعة.
كثيرة هي عذاباتنا وجراحنا، وكثيرة هي ىلامنا. لكن اكثر منها آمالنا وأحلامنا.. بغد رائع ومستقبل واعد. وسنكتب مع دريد لحام المبدع "اسم بلادنا" ... "ع الشمس اللي نا بتغيب". ودعونا لا ننشد إلا الحب والأرض والوطن.
وباسم الهيئة النسائية الشعبية ولجنة تخليد ذكرى المناضل معروف سعد قدمت السيدة إيمان سعد درعاً تذكارياً للفنان المبدع دريد لحام.
الفنان المبدع دريد لحام كانت له كلمة، شكر فيها هذا التكريم وقال:" لا أملك إلا كلمة شكراً للتعبير عن شعوري بالامتنان لمنحي شرف هذه اللحظة التي سأعيشها وسأحفظها في خزان الذاكرة، وأستعيدها دائماً. إن هذا التكريم يخيفني لأنه يضعني أمام سؤال: هل سأستطيع أن أكون أهلاً لهذا التكريم. هذا التكريم جاء من صيدا .. صيدا المعروف والكرم.. صيدا السعد والمحبة.. في صيدا بوابة الجنوب الذي أصبح ترابه كحلا للعيون بعد أن قدسته دماء الشهداء لتنبت شقائق. في صيدا بوابة بيادر الشهداء التي أصبحت أرواحهم قناديل تلون قبة السماء، لتلهمنا أن الحياة والنصر والكرامة إرادة. أشعر الآن أن الشهداء يتحلقون في السماء حول الشهيد معروف سعد أبو الفقراء. يقيمون له احتفالاً لمناسبة عيد استشهاده ال 39 الذي جعل من لبنان أكبر من وطن ، وأقدس من جغرافيا. أيها الأحبة أسمع شهداءنا يهمسون لي بانهم لا يريدون منا بعد الآن أن نقف دقيقة صمت إجلالاً لأرواحهم ، بل يريدون منا دقيقة فعل. وكما قال أبو الفقراء يوماً:" زندنا يسترد حقنا... إرادتنا تعيد كرامتنا... نتقن صناعة الموت لنكسب الحياة... فالحياة ليست في طول بقائها ... بل في قوة عطائها".
وأعرب لحام عن خوفه على وطنه الكبير، وقال:" وطني الكبير ليس فقط سوريا ... مش خايف عليه من إنفلونزا الطيور... ولا جنون البقر . لقد رفعوا في سوريا علمين... لكنني إطمأنيت على سوريا اليوم بعدما سمعت نشيد وطني واحد. لست خائفاً على سوريا من إنفلونزا الخنازيرلأن كل هذه الأوبئة لها دواء يمنع حصولها. الفايروس الذي يجتاح وطني الكبير، وليس فط سوريا، ليس له دواء إلا العقل، وهذا الفايروس هو الطائفية والمذهبية.
وسأقول لكم كيف أفهم الطائفية:" في أيار 1933 هناك رجل اسمه محمد حسن وامرأة اسمها مريم تعانقا في لحظة حميمية بالحلال، وجئت انا. بدأت نطفة صغيرة وتحولت لعلقة.. هذه الجينات تحدد طولي ودرجة غبائي ولون عيوني وطائفتي ومذهبي لأنني غرست في هذا الرحم. فوطني الأول هو رحم أمي، ووطني الثاني هو سوريا. ما حملته من جينات وصفات ليس من صنعي. كما المسلمين والمسيحيين يأتون ولا يعرفون أنهم سيعتنقون ديانتهم، بل هي إرادة الله. لهذا السبب اعتبر أن الانتماء هو إرادة إلهية، وأي تدخل بهذه الإرادة الإلهية هو كفر برب العالمين، وأي واحد يحاسب غيره على طائفته ومذهبه يكفر بالله. وبالتالي نحن علينا احترام هذه الإرادة. ومن السور القرآنية التي تقرأ في كل الحالات في الفرح، والتوفيق، وطلب الرضا... وهي الفاتحة والتي تقول: "بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمدلله رب العالمين... الرحمن الرحيم... مالك يوم الدين... أي هو الذي يملك وحده الحساب، وهم من يحق له ان يحاسب الإنسان على حسناته وسيئاته. نحن نعيش في خطر الطائفية والمذهبية. وهذا الفيروس لا دواء له إلا العقل والتفكير بعقلانية..
انا أشكر لكم ولصيدا والتنظيم الشعبي الناصري هذا التكريم... وأحيي كل النساء الموجودات... وطلب من والدته ان تسامحه وغنى :" يا ست الحبايب يا يامو". كما طلب من سوريا أن تسامحهم لأنهم غلطوا بحقها.
وقد شارك الفنانان فادي وغادة الناشف في حفل تكريم الفنان دريد لحام. فقدمت الفنانة غادة أغنيات وطنية محفورة في وجداننا وتزرع فينا حب الوطن، ومنها:" يا حبيبي يا جنوب" ... "بكتب إسمك يا بلادي عالشمس".