علاء بزون - بنت جبيل.اورغ
ولا يُصلِح العطّار ما أفسد الدّهر .. ولا يُصلح مُصلح ما تفسده أيدي الناس ، وأيدي المال .. إلاّ رحمة من الله لا بدّ لها من منال .. ولا يصلح بيت قديم إنكسر خاطره قبل أن تنكسر جبروت جسره ، فيقع من ثقل الأيام ، و تنهدّ القنطرة معلنة الإستسلام لجيوش الإنتظار الطويل ، على موانىء العمر ومراسيها .. يحطّ المنزل جزء من ثقل حديده الذي تآكله الصّدأ ، علّ الأيام تسعف ما تبَقّى ،فيكمل الحنين على النصف الآخر ، لآنّ من يختار الرحيل لن يعود ..
أتفقّد الحارات التي هجرها "كباريّتها" ، الزواقيق التي كان أطفال الأمس يركضون فيها ، يلعبون فيها ألعابهم القديمة ، وتصل ضحكاتهم لآخر الضيعة ، وتنام القرية على الفرحة والطمأنينة ، فرغيف اليوم لليوم .. أمّا غداً ، فعلى الله ..
الله ، كم نحتاج ذاك الهدوء ، كهدوء ذاك الحجر ، وذاك الشبّاك الذي ينتظر ، وهدوء الحقل الذي ينتظر طعم المطر دون ملل ، وكم نحتاج لكلمات الله في ذاك الزّمن ، ونسمة الصباح الآذاري في ربوع الجنوب ، علّ الأمل بالله لا ينضَب ، وعلّ الجنوب يعود إلى أحضان الجنوب ..













