أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ما الذي تخشاه «إسرائيل» في «القطاع الشرقي»؟

الجمعة 07 آذار , 2014 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 5,009 زائر

ما الذي تخشاه «إسرائيل» في «القطاع الشرقي»؟

سقط صاروخان قرب موقع تابع لجيش الإحتلال الإسرائيلي في جبل الشيخ، وكالعادة فحص جيش الإحتلال كل الإمكانيات ومحصها، بما فيها احتمال وقوف «حزب الله» وراء إطلاقهما*، الحزب بالتأكيد لم يتنبى، وهو ليس بوارد تبني أي عمل عسكري في المرحلة الحالية، ويفضل اعتماد سياسة «الكِتمان المُقلق»، طالما أن هذا الكتمان والصمت الذي يلي بيان «التحذير»، عادة ما يكون فعالاً لدرجة يتحول فيها جنود الإحتلال إلى مجموعة صبية لا تخرج من منزلها إلا برفقة ولي الأمر (المُدرعات)، في ساعات الليل المُظلم، إلا أن القلق تزاد وارتفع منسوبه إلى حد بات جنود الإحتلال لا يجرأون على رفع رؤوسهم خارج «دشمهم»، وانعدمت وسائل النقل المعتادة خلف الشريط الحدودي (الهامفي)، مما اضطر جيش الإحتلال إلى الإستعانة بالمصفحات الأكثر تدريعاً، من دبابات وجرافات مع إشراف وحماية من «النمرة*»، المدرعة الأحدث المزودة بآخر تقنيات الرصد والحماية والتعامل الأوتوماتيكي مع الأهداف.

 

حالة جنود الإحتلال على طول الشريط الحدودي مع لبنان، من الناقورة وصولاً إلى أطراف جبل الشيخ، متشابهة، لجهة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وعدم الظهور خارج «دروع المصفحات» أو الدشم، لكن اللافت مؤخراً هو أن الأوضاع تتوتر بشكل ملحوظ أكثر كلما اتجهت شرقاً على طول الحدود مع فلسطين، من الأوسط الى الشرقي، لتتحول إلى «فوبيا» لا يمكن معرفة سببها بسهولة، ولكن يمكن رؤية نتائجها بوضوح دون الحاجة الى الدخول إلى الجهة الأخرى من الحدود، أو التحليق فوقها، خاصة وأن زحمة طائرات الإستطلاع والطائرات العامودية، لا تسمح بمرور أي «طائر» إضافي في أجواء المنطقة.

 

مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، تشهد منذ أيام نشاطاً غير معهوداً لقوات الإحتلال، أرضاً وجواً، نهاراً وليلاً، فالطائرات المروحية تكثف تحليقها في سماء المواقع الأمامية المحاذية للخط الأزرق في مرتفعات كفرشوبا، بالتزامن مع تحليق طائرتي استطلاع، يكاد طنينهما لا يفارق الأجواء، موفراً غطاء رصد بواقع 24/24 ساعة، للمواقع المعادية ومحيطها، والهدف دائماً أو السبب .. لا يزال مجهولاً.

 

قد لا يكون القلق هو العامل الوحيد الذي يقف خلف هذه الإجراءات المُشددة، وربما توفر لقيادة جيش الإحتلال معلومات «ما»، عن عمل يتم التحضير له في تلك المنطقة، إما بناء على معلومات مباشرة أو نتيجة تحليل لمعطيات محددة تم جمعها عن طريق الرصد المُكثَف عبر طائرات الاستطلاع ورادارات التجسس وغيرها من الاختراقات التي يمكن أن تستفيد منها منظومة «الشرائح» المدسوسة هنا وهناك.

 

إذا استعرضنا شريط الأحداث المتتالية على طول خط الحدود، لأمكن الملاحظة أن جيش العدو لم يكتف بتقنيات ووسائل الرصد المعهودة لديه، بل اضطر أمس الخميس الى استخدام «منطاد» تجسس يحمل آلات تصوير، فوق البساتين المحاذية لبلدة العديسة الحدودية، وكأنه لا يكفيه العدد الهائل من الكاميرات المنصوبة على أعمدة فوق السور الإسمنتي أو المرفوعة على أبراجه العسكرية وفي نقاط أخرى، يعتقد أنه لا يمكن رصدها.

اللافت في المنطقة الحدودية الممتدة بين العديسة وكفركلا وغيرها من البلدات التي تنتشر منازلها وحقولها على مساحات ملاصقة للشريط الحدودي، أن جنود الإحتلال لا يظهرون إلا من وراء «دروع حديدية»، وبالتالي لا يمكن ملاحظة «النشاط البشري» لقواته، أما في المواقع الممتدة على مرتفعات كفرشوبا ومزارع شبعا، فيمكن بسهولة ملاحظة «الطَفرة في النشاط» البشري والمُدرع، من خلال عودة جنود الاحتلال الى استخدام «الكشافات الضوئية» و«القنابل الضوئية»، في محيط هذه المواقع، كما لوحظ عند تحليق الطائرات المروحية اضطرارها الى إلقاء البالونات الحرارية كلما تحركت في المنطقة المواجهة لبلدتي مارون الراس ويارون، مع سماع اصوات حركة دائمة للدبابات في موقع رويسة العلم وموقع صلحة.

 

مصادر متابعة للوضع المتأزم على الجهة الأخرى من الحدود، سخرت من الحالة التي وصل إليها جنود الإحتلال وقيادتهم، مستغربة أن يقوم المعتدي والمُتحرش غير القادر على «إخفاء» قلقه من «رد الفعل»، بالمكابرة، متسائلة إن كانت المعلومات التي يبني عليها الإحتلال أو المعطيات «حقيقية»، وفيما لم تؤكد المصادر أو تنفي حصول تغيير في «جهوزية المقاومة»، نظراً لإنعدام إمكانية التثبت من الأمر، رجحت باستهزاء واضح أن تكون العملية برمتها نتيجة «اختراق معلوماتي» مقصود، لإشغال دفاعات الاحتلال لأطول فترة ممكنة، في الوقت الذي تكون فيه المقاومة كعادتها، تحضر شيئاً آخر، في مكان وزمان وأسلوب مختلف كلياً عما يمكن أن يتوقعه العدو، وختمت المصادر مذكرة بالقرار الصادر عن الرئاسة السورية، بفتح حدود الجولان أمام المقاومة على اختلاف فصائلها العاملة والفاعلة، مع التشديد أن «الحدود» و«الجبهات» وفتحها أو إغلاقها، تبقى أولاً وأخيراً، رهن قرارات قيادة المقاومة ومصلحة وقيمة الرد، وهي التي تملك زمام المبادرة بقوة و«بنكاً للأهداف»، لا زال في خزائنه الكثير من الأسرار.

 

-----------------------------------------

* من المفيد الإشارة إلى أن الإيحاء الإسرائيلي ومحاولته نسب إطلاق الصواريخ إلى المقاومة، يزيد الشكوك بدقة المسألة، خاصة وأن المقاومة وفي حالة الرد على العدوان المُتمثل بالغارة الإسرائيلية على البقاع، لن تكتفي بإطلاق صاروخي كاتيوشا، وفي حال أطلقت لن يكون هناك لبس لجهة «إصابة الصواريخ أهدافها».

*تحركات قوات الإحتلال خلال اليومين الماضيين:

‎‫♻ مروحيات العدو اﻹسرائيلي تحلق فوق تلال كفرشوبا ومزارع شبعا بالتزامن مع تحليق طائرتي تجسس من دون طيار وسط سماع اصوات قصف مدفعي خلف المواقع العسكرية‬

 

‎‫♻ العدو الاسرائيلي يرفع منطاد تجسس يحمل الات تصوير فوق البساتين المقابلة لبلدة العديسة الحدودية‬

 

‎‫♻ الطائرات المروحية اﻹسرائيلية تكثف تحليقها في سماء المواقع اﻷمامية المحاذية للخط اﻷزرق في مرتفعات كفرشوبا بالتزامن مع تحليق طائرتي تجسس من دون طيار في المنطقة نفسها‬

 

‎‫♻ تحليق للطائرات الحربية اﻹسرائيلية فوق القطاع اﻷوسط وبنت جبيل وطائرات مروحية تحلق فوق المستعمرات وتلقي بالونات حرارية كقابل يارون ومارون الراس‬

 

‎‫♻ الطائرات المروحية المعادية تحلق بكثافة في اجواء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واصوات تحرك لدبابات الميركافا في موقع رويسة العلم‬

 

‎‫♻ جيش العدو يلقي قنابل مضيئة في سماء مواقعه المنتشرة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا‬

 

‎‫♻ تمركز دبابة ميركافا وعدد من جنود العدو اﻹسرائيلي خلف سواتر ترابية قرب موقع صلحة مقابل بلدة مارون الراس الحدودية‬

 

‎‫♻ انتشار اليات مجنزرة بالقرب من موقع البياض اﻹسرائيلي قبالة بلدة بليدا ضمن إجراءات حالة التأهب لدى جيش اﻹحتلال‬

 

‎‫♻ موقع برانيت الاسرائيلي المقابل لبلدة رميش الحدودية يطلق رشقات من الاسلحة الرشاشة بشكل غزير باتجاه محيطه والاحراج القريبة‬ ‫(‬مصدر رصد التحركات‫:‬ شبكة أخبار المنطقة الحدودية في جنوب لبنان‫)‬ 


سلاب نيوز 

Script executed in 0.21085500717163