أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عمر عمر أستاذ الفقراء

الثلاثاء 11 آذار , 2014 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,406 زائر

عمر عمر أستاذ الفقراء

رحل المربي صاحب الشخصية الثاقبة والمميزة، أخذ معه رعيلاً من الذكريات ونبذة عن التمسك بالأرض والتضحيات الجسام. شعر بحب الناس وعاش في صميمهم واندمج بقضاياهم، ومشاكلهم.. وقادهم إلى التعبير عن واقع الجنوب وترابه وشمسه وبرده ودفئه. وأبى إلا ان يستشعر تلك المسؤولية التي زرعت الفراغ الذي همش المنطقة وأبعدها عن الاندماج والانصهار بواقع التمدن والحضارة، في زمن الحرب والعبث بالمكوّنات الأساسية لبنية الطالب.

كان نداً للاستبداد والإقطاع السياسي، وحاول أن يرفع من مستوى التعليم، ليتتلمذ على يده آلاف الطلاب من أصحاب المواهب الذين أجمعوا دائماً على التعلق بمبادئه وتعاليمه، فشكلوا مجموعة متعددة الانتماءات بأهداف وطنية.

كان لي شرف الانتماء إلى «حزبك التعليمي». ازددت بدروسك أدباً وانفتاحاً، وتعلقاً بمنهجك المبدع ولا أنسى حصصك التي أبهرتني وفتحت التاريخ الأدبي على مصراعيه.

قاومت المرض، وحاولت ألا تستسلم له قبل أن يفتك برئتيك، ويحرمك هواء كفرحمام، والجنوب، والوطن المعافى لتعود حزيناً غافياً قوياً وساخراً من كل التقاليد.

رحلت في عيدك لتستمر متمسكاً بالمهنة وإيفاء منك لها، ورفضت أن تمضي قبل أن يتم تكريمك، صوناً لحنانك وأسلوبك الأكاديمي الممتع.

رحمك الله أستاذ عمر.. وألهم ذويك الصبر والسلوان.


السفير 

Script executed in 0.19009709358215