أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ندوة فكرية ل جمعية الصادق عن المدرسة الدينية في شقراء

السبت 29 آذار , 2014 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 9,318 زائر

ندوة فكرية ل جمعية الصادق عن المدرسة الدينية في شقراء

أقامت جمعية الامام الصادق(ع) لاحياء التراث العلمائي، بالتعاون مع بلدية شقرا ودوبية ندوة فكرية عن المدرسة الدينية للسيد أبو الحسن موسى الحسيني ( قدس سره)، مؤسس الحوزة العلمية في بلدة شقرا وجبل عامل، وأحد أجداد آل الأمين. شارك فيها العلامة المجتهد السيد محمد علي الأمين، وعضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي، ورئيس بلدية شقرا ودوبية السيد رضا عاشور. وحضور السيد حسن التبريزي ممثل المجمع العالمي لأهل البيت(ع)، وعدد من العلماء والفعاليات وحشد من الأهالي. الندوة التي افتتحها رئيس البلدية السيد رضا عاشور، بكلمة شكر فيها جمعية الامام الصادق لاحياء التراث العلمائي، على اهتمامها ودورها في تسليط الضوء على العلماء الأوائل والكبار الذين كان لهم الفضل الكبير في تقدم هذه الأمة، معتبراً أن " هذه الندوة تعود بالذاكرة الى زمن مضى، كان خلاله السيد أبو الحسن موسى الحسيني مؤسساً لمدرسة دينية ذاع صيتها في الآفاق، اذ كانت منطلقاً لتاريخ جديد ساهم في استنهاض الأمة، بعد أن أنتجت نخباً كان لهم الفضل في نشر المفاهيم الواسعة والمنفتحة". وأشار عاشور الى أن " هذه المدرسة جعلت من جبل عامل رمزاً يشعّ منه النور في كل اتجاه، لتصبح بلدة شقرا منارة للعلم ذاع صيتها في المحافل العلمية والفكرية، بعد أن تخرج منها علماء كان لهم الدور الكبير في الحركات الثورية ومقاومة الاحتلال، ومواجهة الهجمات التكفيرية التي أرادت أن تشوه الدين والثقافة والعقيدة". وتحدث الشيخ حسن بغدادي عن العلامة السيد أبو الحسن الحسيني " صاحب أكبر مهمة علمية في القرن الثاني عشر للهجرة، في جبل عامل"، مبيناً أن " هذه الندوة موصولة بتكريم العالم الكبير المجتهد السيد محمد علي الأمين، البقية الباقية من جيل الآباء العلماء لهذه العائلة الكريمة، ولما له من دور كبير في نشر العلم والمعرفة وشريعة المسلمين". ولفت بغدادي الى أن " المدرسة الدينية التي أسسها السيد أبو الحسن موسى نهضت بمحطتين كبيرتين، المحطة الأولى فيها كانت استظهاراً للحاضرة العلمية في جبل عامل التي أسسها الشهيد الأول الشيخ محمد الجزيني في اواسط القرن الثاني للهجرة"، مبيناً أن " هذه المدرسة الرائعة الشريفة ضمّت ما يقارب 400 طالب علم كانوا من نوابغ العلم في هذا العصر، أمثال نجل السيد أبو الحسن موسى، السيد حسين الأمين، الذي سكن في النجف الأشرف ودفن فيها، وكان من تلاميذ المرجع الكبير السيد جعفر كاشف الغطاء والسيد مهدي بحر العلوم"، وأشار الى أن " الحوزة العلمية في النجف انتدبت السيد حسين لمحاججة المرجع الديني الميرزا القمّي، في بعض الأمور الفقهية". وبين بغدادي أن " النكبة التي أصابت جبل عامل عام 1781 ميلادي، لمدة 25 عاماً، هي نكبة قلّ نظيرها تعرض فيها أبناء المنطقة لشتى أنواع الظلم والاضطهاد، من الظالم اللعين الوالي العثماني أحمد باشا الجزار، ذاك اللقيط، الذي دمر كل المدارس وحرق جميع المكتبات العلمية في جبل عامل الذي كان معروفاً بنهضته العلمية والاقتصادية، ومشهوراً بزراعة القطن، في عهد السيد أبو الحسن وحاكم البلاد الشيخ ناصيف النصار". وأشار االى أن " جبل عامل كان مقسوماً الى مقاطعات ثلاث على رأسها الشيخ ناصيف النصار، وكل مقاطعة جهزت أكثر من 2000 مقاتل، يقاتلون بقوة وشجاعة فينتصرون، حتى أن ناصيف النصار خاض معركة كفررمان ضد الحاقد الدرزي يوسف الشهابي، فقتل من جنود هذا الأخير 3000 مقاتل مقابل 13 قتيلاً من جنود النصار". كما أشار الى أن " وفاة السيد أبو الحسن موسى عام 1708 ميلادي شكلت نكسة لمدرسة شقراء الدينية ولجبل عامل، وبعد استشهاد الشيخ ناصيف النصار في يارون، لجأ الجزار الى تدمير كل شيء، لكن المقاومة بدأت من جديد، ولجأ الجزار الى الحوار مع العلماء، وكان على رأسهم السيد محمد الأمين، نجل السيد أبو الحسن موسى الحسيني. وكان شرط الجزار حينها احتجاز نجل السيد محمد، السيد علي الأمين، وهذا ما حصل، عندما فضّل السيد محمد مصالح الأمة على حرية ولده، الذي أحتجز في سجون عكا، لكن ارادة الله، جمعت السيد علي مع صبيّ من عمره اسمه عبدالله باشا، فنشأت علاقة جيدة بينهما، الى أن أصبح عبدالله باشا والياً جديداً على جبل عامل، فكانت هذه العلاقة خيراً على الجبل العاملي وأهله، لتعود النهضة العلمية من جديد الى جبل عامل على يد السيد علي الأمين". كما تطرق الشيخ البغدادي، الى " صاحب مفتاح الكرامة السيد جواد الأمين الحسيني، ابن أخ السيد أبو الحسن، الذي اكتمل الفقه الجعفري في النجف الأشرف على يديه، وكان له دوراً بارزاً في محاربة الوهابيين والتكفيريين، عندما أراد الوهابيون تدمير كربلاء، قبل 240 سنة، فقتلوا حوالي 400 شخص، من الرجال والنساء والأطفال، عندها هبّ علماء النجف وعلى رأسهم السيد جواد للدفاع عن النجف، وعمل السيد جواد الى مجالسة الشباب في الليل ويدفعهم على القتال والمواجهة، ما ساهم في صدّ جميع هجمات الوهابيين التي أصبحت خائبة".

امام بلدة شقرا المجتهد السيد محمد علي الأمين بين أن " السيد أبو الحسن موسى الحسيني انتهت اليه رئاسة الدين والدنيا، في جبل عامل، بعد مجيئه من النجف الأشرف، وهو ينتهي بنسبه الى الامام الحسين عليه السلام، ومن مواليد العام 1131 للهجرة، درس على يد والده السيد حيدر قبل أن ينتقل الى النجف الأشرف، ليعود مجتهداً ومرجعاً دينياً، أنشأ أول مدرسة لطلاّب العلم في جبل عامل، فكانت مدرسة واسعة من 30 غرفة، لا تزال بعض معالمها قائمة، في وسطها بئر كبير يكفي حاجة طلاب العلم الذين وصل عددهم الى نحو 400 طالب، فكان يحضر دروس السيد أبو الحسن في الخصوص حوالي 200 عالم دفعة واحدة"، وبين الأمين أن " المدرسة خرّجت علماء كبار أمثال السيد حسين الأمين والسيد جواد، صاحب مفتاح الكرامة، والسيد نصرالله فضل الله، والشيخ نصرالله حدرج، والسيد ابراهيم بن يحيى العاملي". ولفت الى أن " المدرسة ظلّت تخرج العلماء الى حين وفاة السيد أبو الحسن موسى عام 1194 للهجرة، وأن السيد أبو الحسن بنى مسجداً كبيراً بمساعدة حاكم البلاد الشيخ ناصيف النصار، لاقامة صلاة الجمعة، التي يحضرها أبناء المنطقة وعلى رأسهم الشيخ النصار". وقد أرّخ المسجد الكبير، الذي لا يزال مسجد البلدة حتى الأن، عدد من العلماء الكبار، من بينهم الشيخ ابراهيم بن يحيى العاملي، الذي أرّخ المسجد قائلاً:

يا عصبة الدين ألا فانظروا     ما شاده مولى الموالي لكم

أبو الأمين العلوي الذي        صيّر من كسب العلى كسبكم

أضحى خطيب الدين في      جامع  قد جمع الله شملكم

يكون في تاريخه آمراً         يا أيها الناس اتقوا ربكم 


تقرير داني الأمين - تصوير محمد حيدر 

Script executed in 0.19243288040161