أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عاصمة المقاومة أفضل من اهتم بالنازحين السوريين، والسفيرة الهولندية تتعجّب!

الخميس 10 نيسان , 2014 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 7,394 زائر

عاصمة المقاومة أفضل من اهتم بالنازحين السوريين، والسفيرة الهولندية تتعجّب!

. ما بات مؤكداً عند الكثير من المتابعين أن " كارثة اجتماعية، على الأقل، ستحصل قريباً، فيما لم يتم معالجة النزوح السوري بطريقة علمية بعيدة عن أي مهاترات داخلية أو خارجية" كما يقول الخبير الاجتماعي الدكتور طلال عتريسي. في قضاء بنت جبيل، تبدو المشكلة راكدة، رغم تضاعف أعداد النازحين، الذين فاق عددهم على 15000 نازح، في الوقت الذي تتراجع فيه المساعدات المخصّصة لهم من الجهات المانحة، بحسب رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي، الذي أثار مشكلة النازحين الذين هم من أصل لبناني، والذين لا يستفيدون من المساعدات والخدمات المختلفة، أسوة بالنازحين السوريين، والذين يقدر عددهم بالمئات، رغم أن هؤلاء كانوا من المقيمين بشكل دائم في سوريا، ومنذ عشرات السنين، والحرب السورية هي التي أدت الى نزوحهم الى لبنان كغيرهم من النازحين السوريين. كلام بزي هذا جاء بمناسبة زيارة السفيرة الهولندية هيستر سومين الى مركز الشؤون الاجتماعية في بنت جبيل، بهدف " الاطلاع على الطريقة المعتمدة في توزيع المساعدات الى النازحين السوريين". والتي يبدو أنها فوجئت بالطريقة الايجابية المعتمدة في التعامل مع النازحين السوريين في بنت جبيل ومنطقتها، وأشارت في هذا السياق الى أن " المساعدات المختلفة للنازحين تحتاج الى تجاوب من الجهات المحلية، وقد لفتني الهدوء والسكينة التي يعيش في ظلها النازحين السوريين في هذه المنطقة، المعروفة بتبعيتها لحزب الله"، لكنها أعربت عن اعجابها " بجمال المنازل في المنطقة، والذي يدل على بحبوحة اقتصادية". هذا ما أثار حفيظة عدد من الحضور، الذين تحدث باسمهم رئيس البلدية عفيف بزي قائلاً أن " سبب وجود هذه المنازل الجميلة، هو دليل تمسك الأهالي بأرضهم، والذين اضطروا الى الهجرة الطويلة بسبب الاحتلال الاسرائيلي، وهم اليوم في أوضاع مالية لا يحسدون عليها، نظراً للظروف الاقتصادية الخانقة التي يعيشونها في عالم الاغتراب، وبات المقيمين منهم في عداد العاطلين عن العمل، في الوقت الذي يستقبلون فيه آلاف السوريين".  لافتاً الى أن " البلدة والمجتمع المحلي في بنت جبيل يعملون على تقديم المساعدات، قدر المستطاع للنازحين، وقد استطاعوا، بعكس المناطق اللبنانية الأخرى، تأمين المنازل الجاهزة للنازحين، ولكن ذلك لا يمكن أن يستمر الاّ بدعم الجهات المانحة، التي يجب أن تضاعف مساعداتها". وأثارت مسؤولة مركز الشؤون الاجتماعية في بنت جبيل ندى بزي مشكلة الطبابة والاستشفاء، التي يعاني منها النازحين السوريين، اذ " يسجّل أكثر من 1300 نازح مريض شهرياً، معظمهم لا يستفيدون من المساعدات الصحية المختلفة". وبينت مسؤولة جمعية "شيلد" غادة بزي أن " حوالي 600 عائلة من أصل نحو 2500 عائلة سورية يستفيدون من نظام التأمين الطبي الذي أعتمدته حديثاً مفوضية اللاجئين، وغير المستفيدين يضطرون الى دفع تكاليف العلاج كاملة، لذلك تضطر السوريات، من الحوامل، الى العودة الى سوريا للولادة هناك ثم يعدن الى أماكن نزوحهن". مشيرة الى أن العائلات من النازحين السوريين الذي يصلون الى منطقة بنت جبيل شهرياً يقارب 200 عائلة، وهذا يفوق قدرة المنطقة على استيعابهم، سيما أن جميع هذه العائلات تسكن في منازل أبناء المنطقة، وليس في مخيمات مشيدة كما يحصل في بعض المناطق اللبنانية". وتتوقع مسؤولة مركز الشؤون الاجتماعية ندى بزي أن " يكون عدد العائلات السوريين المقيمين اليوم في منطقة بنت جبيل وحدها، وصل الى نحو 5000 عائلة، تسجّل منهم رسمياً 2300 عائلة"، وبينت أن " عددا كبيرا من العائلات السورية باتت تقصد بنت جبيل، بعد أن ذاع صيت أبناء المنطقة بحسن التعامل مع النازحين، رغم أن بعض البلدات فاق فيها عدد النازحين على عدد أبنائها". لم تبرز الى العلن، حتى يومنا هذا أي مشكلة أمنية أو غير أمنية أدت الى طرد بعض هؤلاء النازحين، الذين يعيش بعضهم اليوم في منازل تعود ملكيتها الى أهالي شهداء حزب الله، الذين سقط بعضهم أثناء مشاركته القتال في سوريا. لأبو ساري، أحد أبناء منطقة بنت جبيل، ولد شهيد، استشهد أثناء حرب تموز، لكن يعيش اليوم في منزله ومحيط منزله العشرات من النازحين السوريين، معظمهم وجدوا فرص عمل مقبولة نسبياً، أمنوا المعيشة لأطفالهم من أموال جمهور حزب الله، لا يعيشون في الخيم ولا في العراء، بل في منازل محصّنة أمنياً وأخلاقياً، اضافة الى عدم تأثرها بالعواصف وصقيعها، كون المنازل اسمنتية ومجهزة بما يلزم في حده الأدنى. 

وتشير بزي الى أن " عدد الأطفال السوريين في بلدة بنت جبيل وحدها هو 500 طفل، معظمهم يعانون من الفوضى والعدوانية والضياع، نتيجة الاهمال والمعاناة التي يعيشونها. أكثر من 2200 طالب سوري، في محافظة النبطية، انضمّوا خلال الأشهر الماضية الى مدارسهم الجديدة، التي تم افتتاحها في فترة بعد الظهر، في المدارس الرسمية التي تم اختيارها في بعض القرى والبلدات، ما يعني أن الطلاّب السوريين في محافظة النبطية، أصبحت لهم مراكز دراسية مستقلّة عن الطلاّب اللبنانيين، باشراف ورعاية وزارة التربية ودعم مفوضية اللاّجئين التي استطاعت الحصول على تمويل جميع لوازم الدراسة من جمعية كاريتاس ومؤسسة عامل. بدأ افتتاح المدارس تباعاً، من مدرسة شبعا، التي انضمّ اليها 350 تلميذ، الى مدارس الخيام ( 250 تلميذ) وزبدين ( 280 تلميذ)، ومن ثم مدارس شوكين والنبطية الثالثة وحبوش وبنت جبيل، وسيتم افتتاح مدارس في جديدة في المنطقة أيضاً، حسب الحاجة والضرورة المطلوبين، اضافة الى مراكز أخرى في المناطق اللبنانية كافة.وفي النبطية تعهدت الجهات المانحة، بحسب مسؤول المنطقة التربوية في بنت جبيل ابراهيم محمد بزي، " تقديم مبلغ  650 دولار عن كل تلميذ مسجّل، يغطي كل نفقات الدراسة، بما فيها رسوم التسجيل وبدل نقل الطلاّب ورواتب المدرّسين والجسم الاداري، اضاقة الى الكتب والقرطاسية والكهرباء وغيرها". وتم تأليف لجنة تضمّ رئيس المنطقة التربوية ورئيس الدائرة وعدد من المعنيين، هدفها الاشراف على المدارس ومتابعة سير العمل فيها. ويشير بزي الى أن " اختيار المدرّسين لحظ تأمين فرص عمل جديدة للمجازين، ويساهم في رفع البطالة، وتأمين تعليم جيد للطلاّب، بعيداً من المحاصصة والاستنسابية"، ويحصل المدرّسون على أجر، حسب ساعات التدريس، بمعدل 14000 ليرة عن كل حصة تدريس. واللاّفت أن المنطقة التربوية قرّرت حذف مواد التاريخ والجغرافيا والتربية من المنهج التربوي المعتمد في المدارس الرسمية، واستعاضت عنها باضافة ساعات تدريس أسبوعية على الساعات المقرّرة عادة للمواد العلمية ومادتي اللغة العربية والأجنبية. وتذهب المدرّسة رشا خياط الى أنه " من الصعب تدريس الطلاب السوريين، بنفس نمط تدريس الطلاب اللبنانيين، حتى أن الطلاب السوريين يختلفون كثيراً فيما بينهم، من حيث المستوى الدراسي، لذلك نعمد على تعليم الجميع بمستوى منخفض ومن ثم فرز الطلاّب لاحقاً  بحسب مستوياتهم". ويشير مدير مدرسة جميل بزي الرسمية في بنت جبيل، ابراهيم يوسف بزي الى أن " التفاوت الدراسي بين الطلاّب نحاول معالجته من خلال عمل المجموعات، باشراف المدرّسين من ذوي المهارة والخبرة، الذين تم اختيارهم والتنسيق معهم على طريقة التعليم المراد اتباعها قبل افتتاح المدرسة". ويلفت الى أن " المدرسة، التي تضمّ اليوم 250 تلميذاً سورياً من القرى والبلدات المجاورة، تفتح أبوابها من الساعة الثانية والنصف، بعد الظهر، وحتى الساعة السادسة وخمس دقائق عصراً، وهي بذلك تدرّس يومياً خمس حصص، بالتعاون مع 24 مدرّس". 

داني الأمين - خاص بنت جبيل.اورغ 

Script executed in 0.19739198684692