يقصد بـ "الصالحة" تلك المخلوقة الغريبة التي كانت تظهر على نساء مؤمنات من فترات لأخرى على هيئة انسانة صالحة مقدسة، لباسها تميز بالعباءة البيضاء، والوجه الجميل، وهي من اهل الخيّر، لا تصيب الإنسان بضرر كما نقل اصحاب الرؤية او من تناقل عنهم الحديث، الى ان اصبحت جزءاً هاماً في الوجدان والمعتقد الشعبي لتشكل هاجساً يشغل بال الناس آنذاك فيشعرهم بالتفاؤل والفرح حين حدوثه.
مع كثرة الأحاديث المتناقلة في قرى وبلدات جنوبية كثيرة من نساء مؤمنات حول رؤيتهن "للصالحة"، أمسى التسليم بها والخضوع لحكمها بديهياً، ومن المسلمات التي لا يمكن ان يرقى إليها الشك، سيما انها أحاديث تتطابق مع بعضها البعض، وقد أصبح وجود "الصالحة" من المعتقدات الهامة خلال العقود الماضية التي تمثل فكرا مشتركا لأفراد المجتمع، وكذلك ثقافة من الصعب القضاء عليها في وقت بسيط.
قد يكون الأمر مستغرباً عند الكثير من الناس، أو غير قابل للتصديق، فيعتبر البعض أنها رويات انتجتها المخيلة الشعبية، واحتلت عقول الناس في زمن كانت تغلب عليه البساطة وسلوك الفطرة، والكثير من الأمور التي تطورت مع الأيام كـ مسألة عدم وجود الكهرباء وقلة التمدد العمراني وانحسار المجتمعات القروية في أماكن معينة.
مع تلاشي هذه الظاهرة خلال فترة ثمانينيات القرن الماضي وما قبلها، ومع تعاقب الأجيال، وتداول الأزمان، بقيت الصالحة راسخة في وجدان الكثير من الاهالي واضحت جزءا هاما من الوجدان والمأثور الشعبي..
في هذا التحقيق التلفزيوني، نلقي الضوء على هذه المسألة المهمة من خلال عدة مقابلات تمت مع عينة من نساء ورجال أكدوا وجود "الصالحة".. بالإضافة إلى لقاء مع أستاذ مادة التاريخ في الجامعة اللبنانية الدكتور مصطفى بزي، وسماحة الشيخ أمين سعد (أستاذ في الحوزة) علنا نستطيع الوصول إلى تفسير واضح حول حقيقة الصالحة...
تحقيق وتصوير / حسن بيضون
مساعد تصوير / حسن زريق
الحلقة تصوير HD
