الندوة التي قدمها الدكتور مصطفى بزي تناولت عدد من المواضيع التي حاكت تاريخ جبل عامل الثقافي والأدبي ودور العلماء في نشر العلم والشعر والأدب التي واجهوا بها الحركات المعادية لثقافة أرض جبل عامل. وقد ألقى الشيخ بغدادي كلمة تحمل عنوان " المؤسسة العلمائية ودورها الأدبي" حيث أشار فيها إلى أن علماء جبل عامل كانوا جميعهم يعرفون الشعر بين محترفين وهاوين لأن الطبيعة الجميلة في جبل عامل تساعد على أن يكون الفرد شاعراً ويتحلى بالأدب والكلام الطيب لأن الانسان هو ابن بيئته ومرتبط بالمناخ الذي يعيش فيه حيث أن أبناء جبل عامل بمعظمهم حتى النساء والعجائز كانوا يتكلمون الشعر، إلاّ أن الحضارة الحديثة أثرت على عقول الناس فلم يعودوا يحفظون الشعر وغيره من الألوان الأدبية .
بدوره الباحث الدكتور محمد كوراني ألقى كلمة تحت عنوان " المؤسسة الثقافية في جبل عامل" قال فيها إن الشريعة الإسلامية أعدت لنشأت الأدب من التعاليم ما ينظم حياة الناس من جميع جوابها الدينية والسياسية والاجتماعية، وهي أساس السلوك والآداب الخلقية في المجتمع العاملي، وقد كان المبرزين من العلماء الشعراء والمثقفين العامليين مخلدين بشعرهم ونثرهم في ضمير الأمة الأدبي والتصقوا بتاريخها العريق، وقد كانت أولى نشآت الثقافة في جبل عامل في القرن الثالث الهجري حيث لجأ علماؤنا الأبرار إلى العلوم والآداب بعد أن كان كل الثقافة محصورة بالدين وتعاليمه.
