بعد النشيد الوطني ونشيد الحركة وتقديم من عضو قيادة الحركة غسان أبو جهجه، تحدث القاضي الشيخ حسن عبدالله عن "انطلاقة المقاومة والعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والأمة العربية منذ عام 1943"، وقال: "كانت انطلاقة المقاومة نتيجة صراع مع العدو الإسرائيلي الذي شكل تحديا للبنان والمنطقة بوجود الكيان الغاصب لفلسطين. وإسرائيل دولة معادية ارتكبت العديد من المجازر ولا زالت تشكل قلقا دائما للمنطقة، ومن الطبيعي أن تكون هناك ردة فعل موجودة تجاه هذا العدو لكونه جسما طارئا ويشكل تحديا للقيم الإنسانية والدينية والأخلاقية والاجتماعية والقومية في هذه المنطقة، ومن الطبيعي عدم قبول هذا الجسم في المجتمعات العربية ولا بد من المواجهة لمنع المجازر".
اضاف: "الإمام المغيب السيد موسى الصدر نظر بعين ثاقبة إلى المشكلة الحقيقية وهي إسرائيل وكانت كلماته المشهورة "إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام"، و كان لا بد من تكوين قوة تقف وتواجه وتغير البوصلة نحو الدفاع والتصدي والوقوف بوجه العدو الحقيقي إسرائيل. وإذا كنا نؤمن بالمقاومة لا يعني بأننا لا نؤمن بالعلاقات الدولية، فكان القرار 425 الذي تمسكنا به بما يعطي الدور للبنان لتحرير الأرض ولولا المقاومة لما نفذ هذا القرار عام 2000، والمقاومة في رؤية الإمام هي شريك أساسي في بناء الوطن وهي ظهر للجيش ومساعد للأمم المتحدة على تطبيق القرارات الدولية".
ولفت الى ان "المشاريع والبنية السياسية الموجودة تشجع دائما على الانقسام والتفرقة، مع أن ما يملكه لبنان من غنى لا يملكه أي بلد آخر من حيث الثقافة والتنوع الديني، وكان من الضروري البحث عن نظام سياسي عادل يحافظ على التنوع ولا يلغيه ولا يقصي أو يبعد أحدا".
وعن اتفاق 17 أيار قال: "ما بين الصلح والاستسلام وجهاد المقاومة وإجبار العدو الإسرائيلي على الانسحاب الأول عام 1985 صبر سنة من الجهاد حصلنا بها على استفادة عظيمة من العزة والكرامة والانسحاب من الأرض ما لم يحققه 17 أيار وكذلك ما بين 1985 وعام 2000 استطاعت المقاومة أن تحرر جنوب لبنان ويندحر العدو من جميع الأراضي اللبنانية، ولو كنا نسير في 17 أيار لما تحقق ذلك".
واعتبر ان "المواطنة شيء أساسي يشعر بها كل منتمي لهذا الوطن، ولكن النظام السياسي لا يفسح بالتفكير على أساس الوطن بل على أساس الدائرة الانتخابية التي يفكر بها، لهذا نحن في حركة أمل نطالب بقانون انتخابي يجعل من اللبنانيين يفكرون على أساس الوطن كل الوطن على أن يكون لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية، وبالرغم من ذلك منفتحون على أن يكون قانون انتخابي عادل يتوافق عليه اللبنانيون بكل الشرائح الدينية والسياسية حتى يشكل انسجاما وطنيا وتفاعلا وطنيا مع البنية الوطنية التي نؤمن بها".
وعن استحقاق رئاسة الجمهورية ختم: "عبر التجاذب الحاصل لا يمكن الوصول إلى انتخاب رئيس جمهورية والحل هو التوافق والاتفاق على رئيس جمهورية يمثل طموح اللبنانيين وينسجم مع واقع لبنان السياسي والاجتماعي في المنطقة".
الحاج
بدوره قال الحاج : "أقدم التحية الى الإمام الصدر مؤسس أفواج المقاومة اللبنانية التي لها الفضل الجزيل في صناعة عيد التحرير والى دولة الرئيس نبيه بري المؤتمن ليس فقط على تاريخ الحركة المشرف وتراثها العريق وإنما على الوطن حاضرا ومستقبلا. أمده الله بالحكمة وحسن الرؤية ليقود البلاد إلى بر الأمان، وكذلك الذين صنعوا النصر والتحرير من أبطال الجنوب ولبنان".
وتابع: "في ذكرى المقاومة والتحرير نعود إلى مثلث الوجود الإنسان والأرض والزمن لنتذكر أن التحرير أعاد الكرامة إلى الإنسان ونسج ثوب الأخوة الوطنية بحق وكرامة، والكرامة تعني الشراكة والعدالة والمساواة والرحمة بالفقراء والمهمشين، هذه القيم التي أعاد صوغها التحرير يجب أن نحافظ عليها في بنائنا الوطني وتضامننا اليومي كي تقوم مؤسساتنا اللبنانية وتقوى وتستمر روح المواطنة ،أما الأرض بعد أن كانت مرهونة عادت إلى أهلها والأرض جزء من الهوية ولكن حذار أن نضيعها بالانحصار إلى المناطقية والمواطنيات المتشظية وحذار أن تنكسر إرادتنا أو ترتهن إلى أحد ، فالإرادة هي العامل الأساس للحفاظ على الهوية وعلى الواحدة الحرة الضامنة للأرض وللهوية أما الإرادة المستشرفة للمستقبل فإنها تعرف أن تحرير الأرض لا يكفي إلا إذا ترافق مع تحرير المستقبل من كل عوامل الخوف من بعضنا البعض او التشكيك في بعضنا البعض".
وختم: "عيد التحرير والمقاومة يرسم لنا خطا بيانيا للزمن وفاصلا بين عهد وعهد والأهم ألا نضيع هذه المكتسبات لان تحرير وطننا صعب ورهاننا على الحفاظ عليه أصعب لا سيما أن هذا الوطن فريد في تركيبته، فريد في رسالته، ينبغي علينا ألا نفرط بما أنجز وعلينا السعي الدائم باستمرار المحافظة على الوحدة الوطنية الداخلية فهي الضمانة الأقوى لعزة الأوطان ومنعتها وبقائها".
حمود
وألقى حمود كلمة استهلها بالحديث عن "الإجتياحات الإسرائيلية والمؤامرات الصهيونية التي استهدفت لبنان وعملت على فرض اتفاق 17 أيار تحت عناوين انهزامية متعددة كفصل لبنان عن المنطقة، لبنان الضعيف ، لبنان المستقل، المتعاون مع أميركا وغيرها من الشعارات الانهزامية".
وقال: "كانت انطلاقة المقاومة اللبنانية بوجه العدو الإسرائيلي من كل الأراضي الجنوبية و من بوابة صيدا و غيرها، وقد غذتها الشعارات التي رفعها الإمام السيد موسى الصدر "إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام " و غير ذلك من الشعارات الكبرى التي بثت في نفوس الشباب اللبناني وكانت مداميك قوية في بناء واستمرار المقاومة التي أثبتت وجودها وبشكل سريع ومستمر في المواجهة والتصدي للعدوان وإلى جانبها التحرك السياسي والديني الداعم، وكان للرئيس بري الدور المميز في ذلك الى ان تم بالإضافة الى التصدي العسكري أسقط اتفاق 17 أيار في 6 شباط 1984 وانتهى ولم يعد له أي قيمة وخصوصا بعد انفصال اللواء السادس في الجيش وعدم ضرب أهل الضاحية وبقية المناطق".
أضاف: "إن عظمة لبنان كبرت في صمود المقاومة في حرب تموز 2006 التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان ، وانهزم من خلالها ، حيث ان هجومه كان حربا ولم يكن معركة وان جميع المعارك السابقة ، كانت أميركا تطلب وقف إطلاق النار أما في العام 2006 فكان العكس كانت إسرائيل هي التي تطلب وتتمنى وترجو وقف إطلاق النار ولهذا كان يفترض أن يتخذ اللبنانيون من انتصار 2006 بابا للوحدة الوطنية الكبرى لما تحقق من عزة وعنفوان لكل الوطن".
وتحدث عن "فشل المخطط الإسرائيلي بضرب المقاومة وجمهورها عسكريا الذي تحول الى الهجوم المباشر وإعداد مؤامرة تهدف إلى فتنة مذهبية وتحمل أفكارا وآليات تطفو على انتصار غزة في فلسطين عام 2009 و 2012 ليظهر على السطح خلاف مذهبي متقدم على انتصار ال2006، وهذه الأيدي نفسها امتدت نحو سوريا في إشعال الفتنة وفي تدفق الأموال على التكفيريين والمجرمين والمتآمرين على سوريا ولبنان والمنطقة".
وأكد ان "ما يجري في سوريا ولو جاء بغير صيغة فهو يخدم أهداف 17 أيار والذين وقفوا مع سوريا وقفوا من أجل لبنان لا من أجل الدفاع عن الشيعة ولا عن المقاومة بالمعنى الحزبي للكلمة، إنما بالمعنى الوطني لان هذه المقاومة تنتمي إلى كل لبنان ولا تنتمي إلى مذهب أو طائفة، وأثبتت عبر جذورها ومسلكها الوطني وتوقيعها اتفاقا مع التيار الوطني الحر وغيره من المواقف الوطنية انها دوما مع مصلحة الوطن والمواطنين".