أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«بوابة فاطمة» خارج مزارات التحرير

السبت 24 أيار , 2014 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 7,845 زائر

«بوابة فاطمة» خارج مزارات التحرير

 فلسطينيون وسوريون، وكانت أقرب محطة لمن أراد رمي حجر غضب على جنود العدو المتمترسين خلف المواقع المطلة على الجهة اللبنانية، تعبيراً عن العداء والسخط تجاه جنود العدو الذين احتلوا المنطقة الحدودية طوال ربع قرن، وعاثوا فيها وفي القرى المواجهة لها خارج الاحتلال، المعروفة بقرى التماس، قتلاً وتهجيراً واعتقالاً وتدميراً..

هذه البوابة، اليوم، لم تعد كما سابق عهدها ومجدها، إذ أتى عدوان تموز 2006، وما تبعه من «اتفاقات» أمنية وعسكرية رعتها قوات «اليونيفيل» العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية، وبالتنسيق مع الجيش اللبناني، لتكرس ضوابط صارمة على الحدود، وصار ممنوعاً ليس على الزوار فحسب، بل وحتى على الاعلاميين، توجيه عدسات أجهزتهم وكاميراتهم، نحو المواقع الإسرائيلية خلف الأسلاك الشائكة، في المستعمرات الإسرائيلية المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن لم تكن ثمة أذونات مسبقة من الجيش اللبناني، أو «اليونيفيل»، تسمح بالتصوير، فكيف سيقبل الواقع الجديد برمي حجر؟.

وتحت عنوان حماية مستعمرة المطلة من «إطلاق النار»، من الجهة اللبنانية، قامت إسرائيل عام 2012 ببناء جدار اسمنتي عازل بين المستعمرة والطريق الحدودية التي تعبر على طول شرقي بلدة كفركلا، بارتفاع 10 أمتار، يمتد كيلومترين اثنين، تحت إشراف المراقبين الدوليين وفريق الارتباط الدولي، جعل هذا الجدار «بوابة فاطمة» خلفه، بعدما حمت إسرائيل هذا الجدار بأسلاك شائكة في أعلاه وزودته بكاميرات مراقبة تطل على الطريق اللبنانية الحدودية وعلى بيوت كفركلا.

من أمام «بوابة فاطمة» رمى المفكر الفلسطيني الراحل أدوار سعيد عام 2000، حجارة على الموقع الإسرائيلي ما جعله يقف بمواجهة المحاكم الأميركية كحامل للجنسية الأميركية قام برمي حجر على مواقع إسرائيلية «صديقة». ومثله فعل الممثل السوري دريد لحّام والممثل المصري محمد صبحي ورئيس بلدية نابلس المناضل بسام الشكعة وأمامه تنشقت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد هواء فلسطين وإلى جانبها المناضلة الفلسطينية ليلى خالد. وأمامها أقام «حزب الله» عرضاً عسكرياً ضخماً، أراد من خلاله توجيه رسالة إلى قادة العدو مفادها أن هؤلاء «المتدربين» اليوم والأشبال، سيكونون مقاومين بالمرصاد لجيش العدو.

اليوم، يخيم هدوء «قاتل» على «بوابة فاطمة» لا يقطعه غير هدير السيارات والشاحنات والدراجات، العابرة بين منطقة مرجعيون ومنطقة بنت جبيل على طريق عريضة ظلت مقفلة عدة سنوات، بعد التحرير ولا يعبرها غير المشاة أو المسيرات، ثم فتحت وعبدت بعد إزالة الأبنية والمنشآت التي كان يستخدمها الإسرائيليون إبان احتلالهم المنطقة، كنقطة عبور بين لبنان وفلسطين المحتلة.

أما من يزر المنطقة الحدودية، لا سيما في ذكرى التحرير، في 25 أيار، فيمكنه التوقف قليلاً عند تقاطع كفركلا القريب من موقع بوابة فاطمة، قبل أن يتابع جنوباً نحو العديسة، حيث صارت عند مدخلها الشرقي محطة هناك للزائرين، يطلون من خلالها على حيز من سهل الحولة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى جزء من مزارع شبعا، برعاية جنود الأمم المتحدة (من الكتيبة الأندونيسية) المنتشرين في الجوار، في نقطة تعلو عن الأسلاك الشائكة الفاصلة بين الحدود والحدود، وليس من متاح فيه لرشق الحجارة أو لمواجهات باتت «ممنوعة» بموجب قرارات الأمم المتحدة التي نص عليها القرار 1701.

كامل جابر - السفير 

Script executed in 0.16623711585999