أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الطيري صمدت بشيبها حتى حررها شبابها

السبت 24 أيار , 2014 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,591 زائر

الطيري صمدت بشيبها حتى حررها شبابها

في تلك البلدة الجنوبية، لم يكن يومها للماء أو الكهرباء أو حتى الهاتف أي وجود، وبالتالي فهم لم يسمعوا بعد بما يحصل حولهم، بضعة مسنين من أهلها صمدوا في بلدتهم، أبوا مغادرتها، بالرغم من الحصار المطبق، مفضلين البقاء قرب أرزاقهم التي كانوا يرونها بالعين من دون ان يستطيعوا الوصول إليها.

يشير الحاج علي إلى أنه كان كل يوم يحمل ما تيسر من زوادة، محاولاً أن يصل إلى حقله، الأمر الذي فشل فيه غالباً إلا أنه صار يقوم بذلك بحكم العادة، إذ إن العملاء كانوا يفرضون حصاراً مطبقاً على البلدة عبر قطع الطرق، ومنع الدخول والخروج منها وعبر الحصار بالنار فيطلقون النار عند أي حركة، عدا عن أساليب الترويع من قنص وهدم للمنازل وتفتيشها بشكل دوري والتهمة أن أهالي البلدة الواقعة على طرف الشريط المحتل، والمتصلة بسلسلة من الأحراج كانت تؤوي المقاومين أثناء ذهابهم وإيابهم لتنفيذ عملياتهم، فيما العملاء لا يملكون الجرأة على البقاء في البلدة خاصة في الليل خوفاً من المقاومة لذلك لجأوا إلى أسلوب الحصار.

يتحدث مسعف في «الصليب الأحمر» عاصر تلك الأحداث وواكب تفاصيلها ودقائقها، يقول إن قرى الطيري ورشاف وكونين كانت معروفة لدى القوات الدولية بالقرى المعزولة. وعزلتها كانت تبدأ من أبسط أمور الحياة كالماء والكهرباء والدواء. حتى الغذاء شمله الحصار لفترات طويلة، فاقتصرت وجباتهم على بعض الحبوب من مؤونة البيت، مع ما يزرع في الأحواض الملاصقة لأن الوصول إلى الحقول كان ممنوعا بشكل كلي.

كانت ايام صعبة، يقول الختيار الجنوبي الحاج علي، أكلنا أحيانا أوراق الأشجار، حتى الدواء منعنا منه. فرض الحصار على الأحياء والأموات فلطالما منعنا من دفن موتانا.

وبحسب الارقام الاممية فان 63 مسناً ومسنة صمدوا طوال الاحتلال في الطيري. وعاشوا على وقع المدافع والرصاص ودوي الانفجارات. وكان حصارهم هو الاصعب مقارنة مع القريتين الأخريين. «فإدخال أو إخراج مريض أو حتى جنازة كانت تحتاج إلى مروحة اتصالات من نيويورك وحتى فلسطين المحتلة»، يتابع المسعف «وأخيراً كنا نضطر الى حمل المريض أكثر من ثلاثة كيلو مترات ذهاباً أو إيابا بسبب قطع الطرق. وفي مرة أخرى قامت نسوة من الطيري باستلام جنازة وحفر قبر لها ودفنها، إذ كان الرجال ممنوعين من التجول بالرغم من كبر سنهم».

السفير

Script executed in 0.16735196113586