أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بالفيديو والصور/ الحاج ابو احمد عساف.. أقدم حلاقي الجنوب اللبناني، بقي صامداً امام حداثة المهنة وصالونه العتيق اضحى متحفاً لمعدات المهنة التقليدية

الخميس 05 حزيران , 2014 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 21,367 زائر

بالفيديو والصور/  الحاج ابو احمد عساف.. أقدم حلاقي الجنوب اللبناني، بقي صامداً امام حداثة المهنة وصالونه العتيق اضحى متحفاً لمعدات المهنة التقليدية

في ظل تسارع الحياة وزحف الحداثة، قد تصادفك تفاصيل جميلة لا تلتفت لها كـ محل ابو احمد للحلاقة الرجالية الذي يقبع في احدى زواريب بلدة ميس الجبل الجنوبية. هو محل لا يشبه بتفاصيله و جدرانه واثاثه اي صالون للحلاقة الرجالية في عصرنا هذا الذي سرق متعة الاصالة بمعناها الحقيقي.

في صالون العم ابو احمد كل شيء يشعرك بأنك لست تعيش القرن الواحد والعشرين وبما أنتجه من تقنيات كهربائية وإلكترونية. يبتسم ابو احمد وهو يستقبلنا في صالونه العتيد طالبا منا الجلوس على المقعد الخشبي العتيق الذي تجاوز عمره اكثر من 50 عاماً. اما بابه الخشبي المتهالك يحكي قصة عمر من التعب كأنه رجل هرم يقاوم الم المرض رغم كل شيء. وفي زواياه فثمة اشياء كثيرة تحدث عن نفسها من معدات يدوية تقليدية الى الاثاث ومقاعد الزبائن قد تصلح كي تكون في متحفاً يحكي ويحفظ الادوات القديمة.

الحاج محمد عساف هو من اقدم حلاقي جنوب لبنان، يمارس هذه المهنة منذ اكثر من 50 سنة حتى هذا اليوم، يألف صالونه المتواضع، كيف لا و هو مرتع شبابه وانطلاقته الى الحياة ويرى فيه هويته و تاريخه وكيانه، فما ان تنظر الى الجدران مشدوهاً، ستجد نفسك امام ماض ناطق يختزن في طياته لمحات ومشاهد تآكلت مع الايام.

في سنه المتقدم لا يحتاج ابو احمد الى اكتساب المزيد من الزبائن حسب قوله، فهو مرتاح بهذا "الصالون" ومقتنع بزبائنه الذين لا يتعدى عددهم اصابع اليد الواحدة ( كفى 50 عاماً حلاقة). فـ جيل هذا اليوم لا ترضيه القصّات او التسريحات التي تندمج مع طابعه ، في الوقت الذي يرفض فيه القصات الجديدة و موديلات العصر.

يستذكر ابو احمد بداياته الاولى في هذه المهنة فكانت الحلاقة بحسب قوله على " الغلة " اي سنوية، وقصده ان الزبائن كانت تدفع اجرة الحلاقة من غلة البيادر من قمح وعدس وشعير، وكذلك يستذكر اسماء لتسريحات كانت رائجة في الماضي كـ " الطرع والحوش ". وللحاج ابو احمد آراء سلبية كثيرة في الجيل الشباب الجديد من ناحية ذقونهم ورؤوسهم، فيصف شكل رؤوس بعضهم بوصفات مضحكة من خلال رفع الغرة لأعلى وتوقيفها بواسطة المواد الصناعية كالجيل وغيره.

يختم ابو احمد " الزبائن رحمهم الله توفوا ولم يبقى الا القليل القليل منهم وهناك من يطلبون مني ان اقص لهم في بيوتهم بسبب تقدمهم في السن مايحول دون التوجه الى الصالون للحلاقة". 

مقتنع تماما ابو احمد ان لم يعد بحاجة لمتابعة هذه المهنة ( صرلي برايك الله) فهو يعمل فقط للتسلية ولا يريد احالة نفسه الى التقاعد طالما ان عافيته تسمح له...

تابع التحقيق بالفيديو والصور

حسن بيضون - محمد زهر الدين 

Script executed in 0.18330597877502