أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

اليونيفيل الفرنسية و النيبالية تساعد في تنظيف قلعة دوبيه الاثرية

الخميس 05 حزيران , 2014 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,319 زائر

اليونيفيل الفرنسية و النيبالية تساعد في تنظيف قلعة دوبيه الاثرية

بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، وبالتعاون بين بلدية شقرا ودوبيه والكتيبة النيبالية العاملة في اطار قوات اليونيفل، شارك عشرات من الجنود النيباليين وأبناء بلدة شقرا ودوبيه، صباح اليوم، في أعمال التنظيف والاصلاح التي تجري في قلعة دوبيه الأثرية ومحيطها، اضافة الى المشاركة في أعمال التنقيب والتنظيف داخل القلعة التي يقوم بها فريق متخصص من المعهد الفرنسي للشرق الأدنى التابع للسفارة الفرنسية بالتعاون مع البلدية. النشاط الذي حضره رئيس بلدية شقرا ودوبيه رضا عاشور ورئيس غرفة العمليات في الكتيبة النيبالية براكاش لاميشان ومسؤول العمل المدني في الكتيبة، يأتي ضمن حملة التنظيف والاصلاح التي بدأت في الثاني عشر من أيار الماضي، والتي يشارك فيها 45 جندياً نيبالياً، يتناوبون على التنظيف وازالة الأعشاب وانشاء منتزه طبيعي متناسق، منها بناء مقاعد ملائمة للزوار وتأسيس أماكن مخصصة لوضع النفايات، تمهيداً لازالتها، بالتعاون مع البلدية، التي " تؤمن الدعم اللوجستي اللاّزم، اضافة الى زراعة الأشجار والاهتمام بها"، يقول رئيس البلدية رضا عاشور، ويشير الى أن " البلدية استطاعت زراعة حوالي خمسمائة شجرة خلال العامين الماضيين، وبات محيط القلعة صالحاً لاستقبال الرواد، الذين أصبح بمقدورهم استخدام هذه الأشجار للتظلّل تحتها". والجدير بالذكر أن قلعة دوبيه تشكّل الجزء الأهم من تاريخ بلدة شقراء الأثري وذاكرة أبنائها، رغم أنها تعرّضت للاهمال طوال عشرات السنين، سيما بسبب الاحتلال، ولم تتدخل الدولة يوماً لانقاضها وترميمها، رغم أهميتها التاريخية والجمالية والسياحية. وقد حظيت القلعة الأثرية العام الماضي، وللمرة الأولى في تاريخها، بزيارتين رسميتين احداهما للسفير الفرنسي والثانية لوزير الثقافة، لكن ذلك لم يساهم في تبنّي الدولة أو أي جهة مانحة لأي مشروع تأهيلي حقيقي للقلعة، لولا الجهود المتواضعة بامكاناتها التي تقوم بها البلدية والفريق الفرنسي الذي عمد الى «رسم خريطة القلعة الهندسية بعد مسح طوبوغرافي وإبراز تاريخ بناء القلعة ومراحله المختلفة". كما توصل الفريق إلى معرفة تاريخ بناء القلعة من القديم إلى الأقدم، والذي يعود البارز منه إلى العهد الصليبي. بحسب مسؤول الفريق الباحث سيريل يوفيتشيتش. ورغم أن وزير الثقافة السابق غابي ليون وعد بإدخال القلعة على الخريطة السياحية للبنان، والعمل قدر المستطاع على إعادة ترميمها سواء على نفقة الوزارة أو أي جهة مانحة، الاّ أن الوزارة لم تبذل أي جهد حقيقي لحماية القلعة وترميمها. ويؤكد سيريل أن " جزءاً مهماً من القلعة يعود الى أيام المماليك على عهد الظاهر بيبرس، اضافة الى جود آثار رومانية، تؤكد أن القلعة بنيت على أنقاض قلعة رومانية، وقد حصلنا على وثائق يعود تاريخها الى العام 1636م تبرز أن هذه القلعة هي المكان الذي تم فيه اعتقال يونس الحصن بعد سقوط الأمير فخر الدين". ويوضح مسؤول المواقع الأثرية في مديرية الأثار في جنوب لبنان علي بدوي أن " الهدف الأولي لفريق العمل الفرنسي انجاز الخرائط لايضاح التفاصيل الحقيقية لبناء القلعة تمهيداً لوضع خطة هندسية لترميمها واعادة بناء ما تهدم منها، ورغم عدم وجود وثائق تاريخية تبرز التاريخ الحقيقي لبناء القلعة، الاّ أن الفريق الباحث سيعمل جاهداً للبحث عن وثائق للقلعة في فرنسا، وستعمل مديرية الآثار على الحفاظ على خصوصية هذه القلعة ومحيطها الطبيعي". ويذكر المؤرخ الراحل السيد محسن الأمين أن " القلعة قديمة لها خندق وفيها لوازم الحصار يحيط بها واد من جهاتها الثلاث عدا الجنوبية، لها ربض من غربها يسمى الزنّار. جددها آل علي الصغير في عهد ناصيف النصار وسكنوها، وبناؤهم فيها ظاهر مفترق عن بنائها الأصلي. ومن أرضها قطعة تسمّى مرج الستّ الى اليوم، كانت مزدرعاً لاحدى نسائهم. وممن جدد بناءها الشيخ ظاهر بن نصّار النصار ابن أخي ناصيف النصار من آل علي الصغير، ولمّا أتم بناءها وصعد الى أعلاها ليشرف على مناظرها سقط الى الأرض فمات وذلك عام 1163. وقيل أنها كانت مقر مراد النصار على عهد أخيه ناصيف النصار وبعده كانت مقر ولده قاسم المراد. وفيها اختبأ الأمير يونس المعني بولديه ملحم وحمدان من وجه الكجك أحمد باشا والي صيدا لما زحف بعساكره لمحاربة أخيه فخر الدين كما فرّ أخوه الأمير فخر الدين الى قلعة شقيف تيرون وذلك سنة 1044". يذكر أن القلعة يبلغ طولها 125 متر وعرضها 80 متراً، فيها ثلاث طبقات والثالثة متهدمة وفي الطبقتين الباقيتين 32 حجرة وغرفة وفي داخلها وخارجها آبار وصهاريج كثيرة، وفي داخلها بئر في الطبقة الثانية وفي خارجها صهريج كبير منقور في الصخر الأصمّ، وأن " بناءها متأخر عن رحلة ابن جبير والاّ لم يهمل ذكرها وقد مرّ وهو ذاهب من هونين الى تبنين بقربها في وادي الأصطبل وهي مكان عال". 


Script executed in 0.17936205863953