وتشكّل سرايا النبطية الجديدة حاجة ماسة وملحة للمدينة والقضاء، إذ ستستوعب المؤسسات والدوائر الحكومية التابعة للمحافظة، بدلاً من المبنى الحالي الذي بات يضيق بها منذ فترة طويلة، إضافة لمساهمته في تخفيف الكثير من الهدر المالي الذي يذهب لقاء استئجار مكاتب إضافية، فضلاً عن تسهيل أمور المواطنين.
وستقام السرايا الجديدة على قطعة أرض تملكها وزارة المالية بالقرب من مبنى دار المعلمين والمعلمات الواقع على المدخل الجنوبي للنبطية، وتبلغ مساحتها 27 ألف متر مربع، وقد تنازلت عنها لوزارة الداخلية، بينما ستبلغ مساحة البناء نحو 20 ألف متر مربع، وفق النائب ياسين جابر، الذي يشير إلى أنه سيتألف من أربع طبقات ومرائب واسعة للسيارات، وتقدر تكاليف المرحلة الأولى منه بثمانية مليارات ليرة لبنانية، وبعد انتهائها ستجرى مناقصة جديدة لإنجاز المرحلة الثانية والأخيرة.
وأوضح جابر أنه إثر تلزيم المشروع في المرة الأولى، ارتفعت أسعار مواد البناء إلى مستويات خيالية، لا سيما الحديد، بحيث لم تعد تتناسب مع القيمة المرصودة له في الموازنة، ما اضطر وزارة الأشغال لسحب الملف وإعادة طرحه ودرسه مرة جديدة وفي مناقصة جديدة، وعند وضع الحجر الأساس له العام الفائت، تبين أن دراسة الباطون لم تتضمن موضوع الزلازل بحسب قانون البناء الجديد، وقد أعيد اعتماد هذا الأمر، إضافة لزيادة طابق سفلي على البناء.
وأوضح مدير الشركة المتعهدة للأعمال المهندس محمد عيراني أنّ سبب التأخير الذي طرأ على بناء المشروع يعود لإنجاز دراسة بعض التعديلات على الطابق السفلي الثاني والبناء المقاوم للزلازل، بحيث سيضاف حوالي أربعة آلاف متر مربع من البناء على المبنى الأساسي.
ويطالب رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل بالإسراع في تنفيذ مشروع السرايا الجديدة، نظراً إلى أهميته القصوى لأبناء المنطقة والمحافظة، ومساهمته في تعزيز اللامركزية الإدارية، وتفعيل التفتيش والرقابة الإدارية ومراقبة الدوام ومضاعفة الإنتاجية، وتحريك العجلة التجارية والاقتصادية في مدينة النبطية.
ويشكر رئيس "جمعية تجار النبطية" وسيم بدر الدين، رئيس مجلس النواب نبيه برّي، لعمله الدؤوب لتحقيق هذا المشروع الحيوي والضروري لأبناء المنطقة.
يذكر أن مبنى سرايا النبطية الحالي كان قد أنشئ في العام 1963 ليكون مركزاً لقائمقامية النبطية، وفي العام 1983 حُولت شرفتاه المطلتان على الشارع الرئيسي في النبطية، بطريقة عشوائية، إلى عدد من الغرف، في حين تمّ بناء نصف طابق فوق الجزء الجنوبي منه. ومنذ فترة وجيزة استحدثت بعض الغرف الصغيرة بجانبه، ما بات يهدد المبنى القديم بالانهيار، نتيجة عدم قدرة قواعده على تحمل البناء العشوائي فوقه.
