أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

المونديال جنوباً: موسم الشغف باليونيفيلالمونديال جنوباً: موسم الشغف باليونيفيل

الإثنين 23 حزيران , 2014 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,756 زائر

المونديال جنوباً: موسم الشغف باليونيفيلالمونديال جنوباً: موسم الشغف باليونيفيل

وينقل عن بعض عناصر وحدات اليونيفيل استغرابهم للاحتفاء الاستثنائي الذي يناله المونديال جنوباً، ولا سيما الشغف ببعض منتخبات دول اليونيفيل. لا يخفون سعادتهم برؤية أعلام بلدانهم ترفرف أينما جالوا، وإن كل أربع سنوات مرة، في مقابل جو من الحذر والشبهة يسقطه عليهم كثير من الجنوبيين طوال أيام السنة. إيطاليو اليونيفيل استثمروا الشغف الجنوبي بكرة قدم بلادهم، فاستخدموه كإحدى الوسائل الأسرع للتقرب والتحبب، فيما لم تسجل أنشطة مماثلة لوحدات أخرى، ولا سيما الفرنسية والإسبانية. هذا الأسلوب، كان فكرة مجربة في عهد «مهمة السلام الإيطالية»، التي وصلت إلى بيروت عام 1982. الجنود الذين مكثوا طوال عامين، افتتحوا نشاطهم باستضافة لاعبي المنتخب الإيطالي، الذي فاز حينها بكأس العالم للمرة الثالثة بعد 40 عاماً. عودة الجنود الإيطاليين إلى لبنان إثر عدوان تموز 2006، جاءت أيضاً على وقع الفوز بكأس العالم. يتناقل بعض الجنوبيين تمنيات بعدم فوز إيطاليا بمونديال هذا العام «لأنه اقترن في المرتين السابقتين بعدوان اسرائيلي».

 

يرحب الجنود

بتشجيع الجنوبيين لبلدانهم

بعد ثلاثة أشهر من تمركزها في الجنوب في عام 2006، استضافت القوة الإيطالية رئيس ولاعبي نادي إنتر ميلان. منذ ذلك الحين، أفردت مساحة كبيرة من أنشطتها وتقديماتها لتجهيز ملاعب كرة القدم في القرى الواقعة في نطاق عملها، ولتنظيم مباريات رياضية ودورات تدريب للناشئة على الأسلوب الكروي الإيطالي. وقبل أشهر، رعى وزير الدفاع الإيطالي مباراة ودية بين جنود بلاده ولاعبين من أندية منطقة صور من جهة، ونواب وممثلين إيطاليين من جهة أخرى على ملعب صور البلدي، تحت شعار «معاً من أجل السلام»، كما نظمت في وقت لاحق، دورة الكرة الإيطالية التي شارك فيها جنود من وحدات أخرى، وفاز فيها فريق الجيش اللبناني.

الملاعب التي جهزت في شيحين ورامية والمنصوري ومجدل زون والقليلة وعيتا الشعب...، لا تشبه ملاعب «الإنتر»، لكنها تلبي طموحات وإمكانات الأطفال والفتيان المقيمين في تلك القرى النائية. أخيراً، توافقت الوحدة وبعض البلديات على تطوير التجربة. بالتنسيق مع بلدتي حناويه ويارين (قضاء صور)، افتتحت المدرسة الكروية التي تؤمن صفوفاً دائمة للتدريب على لعبة كرة القدم، بإشراف نادي «الإنتر». قبل شهرين، افتتح عدد من لاعبيه صفوف المدرسة التي تفتح أبوابها لمن يرغب من عمر 6 سنوات إلى 12 سنة، بهدف تعليمهم أسس ومهارات كرة القدم واكتشاف المواهب. وإذا أثبتوا مهارة عالية يُدعون إلى مقر النادي لاستكمال التدريبات وإتاحة فرص اللعب لهم في الملاعب العالمية، لكن ملعبي يارين وحناويه لم يلبيا الأهداف المرجوة. على التراب والحصى يركض الأطفال ويسقطون. في يارين، لم يتوافر ملعب بديل لاستقطاب المهتمين. أما في حناويه، فقد وضع نائب رئيس البلدية محمد كفل ملاعب مدرسة «الليسيه» التي تملكها العائلة في البلدة، بتصرف الكرة الإيطالية. أحد المدربين، علي حسون، أوضح لـ «الأخبار» أن 70 طفلاً تسجلوا ويتلقون تدريباً مرتين أسبوعياً. ميزة المشروع في رأيه، أنه مفتوح لمختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية، ما يسمح باستثمار طاقات الفتيان في أوقات الفراغ، بدلاً من تجوالهم في الشارع أو انجرافهم إلى سلوكيات غير منضبطة.

الجنوبيون بدورهم استثمروا الشغف بالكرة العالمية، ولا سيما الإيطالية والفرنسية والإسبانية منها. في بلدات مرجعيون وحاصبيا، حيث منطقة عمل الإسبان، ازدانت المقاهي والمطاعم بالأعلام الإسبانية ووضعت شاشات عملاقة لعرض المباريات على أمل استقطاب الجنود الذين يمثلون بدورهم عامل جذب للزوار المحليين لكي يقصدوا المقهى ويشاهدوا مباراة إسبانية برفقة مواطن إسباني أصيل. المشهد يتكرر في منطقة بنت جبيل، حيث ينتشر الفرنسيون، وفي منطقة صور حيث ينتشر الإيطاليون، لكنهم يواكبون تطورات المونديال لحظة بلحظة. المنتخب الإسباني أحرج أصحاب المقاهي ومحال بيع الأعلام بخروجه المبكر. ولأن الفائدة هي الهدف، لم يتوان البعض عن استبدال التشجيع الإسباني بتشجيع منتخب غانا، التي تساهم في اليونيفيل أيضاً، برغم أن الكثير من الزبائن لن يتعرفوا على العلم الغاني، أو قد لا يتخطون العنصرية بالولاء لمنتخب ذي بشرة سمراء.

آمال خليل - الاخبار 

Script executed in 0.17052292823792