أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

في ذكرى حرب تموز .. وجوه وأماكن تتفوق على الذاكرة

السبت 12 تموز , 2014 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 7,102 زائر

في ذكرى حرب تموز .. وجوه وأماكن تتفوق على الذاكرة

وجه أم حسين عيسى وابتسامتها لم يغيرهما عدوان تموز 2006، ولا هدير الطائرات وأصوات القذائف، التي كانت تمر اجباريا فوق بيتها في مارون الراس.

ابنة الثمانية عقود ابتهجت لصورتها، التي التقطت بعد وقف إطلاق النار في آب 2006: «من وين هالصورة» بتشبهني. من وين جبتوها، بدي احتفظ فيها لعلّقها ع الحيط». بهذه الكلمات المصحوبة بسيل من الخبريات عن العدوان وبقائها في بلدتها المشرفة على فلسطين، عبرت أم حسين مرة جديدة عن تشبثها ببلدتها، التي لم تغادرها، «صمدت مع جارتي اللي كنت ساعدها ع إمّا الحجّة». على بعد عشرات الأمتار من منزل أم حسين عيسى تحكي صورة أخرى عن مريم أيوب فارس. فتلك السيدة التي تمتهن الخياطة كانت تجلس في صالة المنزل التي التقطت فيها صورتها وهي تشير إلى الدمار الذي حل بالمنزل.

لم يتغير شيء على مريم، وهي ابتسمت لصورتها القديمة، كما فعلت للصورة الجديدة.

مارون الراس التي تفتح عينها كل صباح على بنت جبيل، ترصد منها تلك المدينة التي تضج بالحياة وتنتقم من عدوها بإعادتها كما كانت أو ربما أجمل بالنسبة إلى البعض، مع غصة على فقدانها جزءا من معالمها وبيوتها الأثرية العتيقة.

الشارع الرئيس في بنت جبيل، الذي يحتله الباعة كل خميس، يخبر عن إرادة لا تنكسر وإصرار على الحياة.

مشهد عيناثا، بعد ثماني سنوات على العدوان، أحياؤها القديمة التي تحولت إلى ركام هادئ منسجم يجمع الماضي والحاضر. الأماكن التي أعيدت إلى سابق عهدها مع اجتهادات اصحاب المنازل التي دُمِّرت والبلدية التي حولت أحد المنازل إلى مركز عام ينسجم خارجه وداخله مع طبيعة الحارة.

بين عيناثا وعيترون أُعيدت المنازلُ المدمرة بحلة جديدة. كذلك المسجد الذي شُيد مجدداً بحجارة رملية. وعادت بيوت عيترون إلى صلابتها.

وفي عيترون أيضاً آمنة منصور فارس، فصورتها التي التقطتها عدسة «السفير» في آب 2006 وهي تحكي عما أصاب منزلها من أضرار، لا ينتابها أي شعور بالخوف أو القلق، تصر على متابعة مسيرة التصدي، وتبتسم للصورة بحماسة.

إلى عيتا الشعب، حيث في كل زاوية حكاية تُروى مع صباحات قطاف التبغ وشكّه، لا تغيب عن أهلها لحظة واحدة مشاهد البطولة والدمار الذي حولها نجما عن جدارة بفعل تضحيات مقاوميها وأبنائها.

حسين سعد - السفير 

Script executed in 0.14728689193726