على غير العادة، يزدحم بحر الناقورة من البياضة حتى آخر نقطة حدودية في محلة "رأس الناقورة" بالروّاد الذين يقصدونه من مناطق جنوبية مختلفة.. من بلدة حاريص الجنوبية شد محمد احمد مع عائلته رحاله مع أسرته وأصحابه إلى الناقورة يوم السبت الفائت لقضاء "الويك اند" كما جرت العادة سنوياً. هذه ليست المرة الأولى الذي يقطع فيها مسافة اكثر من 10 كيلو متراًت "للتمتع ببحر نظيف ومياه خالية من التلوث".
الرحلة الى الناقورة اسبوعياً تعد "واجبة" للكثير من ابناء المنطقة، ففي رزنامة آخر الاسبوع عند الجنوبيين تعد الناقورة على قائمة الاماكن المعتمدة للترفيه على شاطئ صخري لم يحظ منذ تحرير الجنوب اللبناني، بمشروع استثماري يعيد زخم الحركة السياحية والانتعاش الاقتصادي. باستثناء بعض المشاريع الفردية في محلة البياضة عوضت قليلاً من المطاعم والاستراحات الغير موجودة اصلاً من اول الناقورة حتى آخرها.
على الرغم من المساحات الواسعة التي تحظى فيها القوات الدولية المتمركزة في بلدة الناقورة نظراً لوجود مقرها العام، الا ان ذلك لم يمنع عدد كبير من الاهالي من التمتع بهذا البحر الذي ينفرد بسحر وجمال خاص، تميزه المنطقة الجبلية الخلفية وندرة مياه غير الملوثة بمياه الصرف الصحي.
يشير محمد احمد الذي يفترش الارض مع عائلته على الشاطئ الصخري ان "رواد بحر الناقورة تتضاعف يوماً بعد يوم خصوصاً في ايام العطلة، وهو الشاطئ الانسب لميزانية العائلات المحدودة الدخل التي يصعب عليها الذهاب الى اماكن اخرى تتطلب تأشيرات دخول حسب قوله".
اما زينب مرعي القادمة من بلدة كفرا الجنوبية و هي مغتربة في اميركا فتقول أن "ما شدّها مع عائلتها إلى شاطئ الناقورة لقضاء أوقات ممتعة مع العائلة، هو الهدوء الذي ينسيهم صخب الشواطئ الأخرى، على الرغم من عدم وجود المنتجعات السياحية، لكنه يبقى الشاطئ الافضل بالنسبة لنا واتمنى ان تقام هنا شاليهات ومقاه شعبية و مطاعم ومراكز لبيع المواد الغذائية والاهتمام اكثر في هذه المنطقة التي تعد منطقة مهجورة لولا رواد البحر، وكذلك وضع لوحات ارشادية تحذيرية في اماكن السباحة التي تشكل خطرا على المواطنين".
على مقربة اماكن المتنزهين يستمتع هواة صيد الاسماك بممارسة هواية الصيد على الرغم من قلة الاسماك، حيث يعد شاطئ الناقورة ايضاً مقصداً للكثير من الشباب من الهواة واصحاب المهنة.
فيما يركن شاطئ الناقورة من دون استثمارات سياحية، تستمر عودة الحياة الى هذا الشاطئ الذي يشكل ملتقى للعائلات من أبناء الجنوب، يفتتحه الزوار مع بداية كل فصل ربيع وحتى منتصف الخريف، فيما يشتد الاقبال عليه في هذه الايام للابتعادعن ضغوطات الحياة، و كسب آخر ايام العطلة المدرسية إيذاناً ببدء سفر المغتربين.
