رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله "ان للشهيد فواز بزي مظلوميتين، الأولى أنه قتل مظلوما بطريقة وحشية على يد الجماعات التي تحاول تصفية الوجود المغاير أو المخالف لها، والثانية أن هناك من أراد أن يطمس هذه الجريمة والقضية التي بالنسبة إلينا ستظل قضية حية، لأن طمسها هو جريمة أخرى، وهي تسهيل للمجرمين والقتلة الذين ارتكبوا هذه الجريمة بدم بارد بهدف إثارة الفتنة وضرب الإستقرار والتعايش ومحاولة تصفية المناطق مذهبيا".
واشار إلى أن "المناطق اللبنانية مفتوحة على بعضها البعض، ولا يمكن لأحد أن يفرض إمارات أو غيتوات أو أن يعمد إلى ممارسة التطهير العنصري والمذهبي بذرائع وحجج مختلفة"، مشددا على أن "هذه الجريمة يجب أن لا تمر كأنها لم تحصل، فبالرغم من أننا الأحرص على السلم الأهلي ودائما نلملم جراحاتنا ونعض عليها حتى لا تثار الفتنة ولا يجر البلد إلى حيث يريد هؤلاء القتلة والمجرمون الذين يهدفون إلى إثارة الفتنة بين اللبنانيين وبخاصة بين السنة والشيعة، فإننا لدينا الحرص ذاته على ألا يذهب دم هذا الشهيد هدرا، وهذا يكون بملاحقة هؤلاء القتلة والمجرمين".
كلام فضل الله جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقيم لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد فواز علي بزي في مجمع المرحوم موسى عباس في مدينة بنت جبيل، في حضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في "حزب الله" أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من علماء الدين وفعاليات وشخصيات وحشد من أهالي المدينة والقرى المجاورة.
ولفت إلى أن "هذا الموضوع أثير في مجلس الوزراء، ونحن طلبنا ودعونا أن يثار فيه، وقيل من كل الأفرقاء كلام كثير حول الإدانة والإستنكار وحول ضرورة ملاحقة هؤلاء"، لافتا إلى أننا "نريد لهذه المداولات أن تتحول إلى إجراءات عملية وألا تبقى مجرد موقف يسجل في محضر الجلسة، فالإجراءات العملية ليست معقدة، وهؤلاء القتلة معروفون بأسمائهم وبجهاتهم وبمموليهم وهم يسرحون ويمرحون"، متسائلا "لماذا لا تقوم الأجهزة المعنية سواء كانت وزارة العدل أو وزارة الداخلية أو القوى الأمنية بواجباتها وتلقي القبض على هؤلاء وتسوقهم إلى العدالة".
واعتبر فضل الله "أن دعوتنا أهل الشهيد وعائلته الكبيرة إلى الهدوء في يوم التشييع وضبط النفس وعدم القيام بأي ردات فعل وترك هذا الأمر للأجهزة المختصة لا يعني تجاهل هذا الأمر من قبل هذه الأجهزة، سواء أكانت الحكومة أو الوزارات أو الأجهزة المعنية، وهذا موضوع سيبقى ملاحقا من قبلنا"، لافتا إلى أن "لجوء هذه العائلة إلى الدولة والقانون يجب أن يكون حافزا لمن يتولون الإشراف عليه للتحرك، في حين أن هناك بعض الناس في هذا البلد يلجأون إلى قطع الطرقات ويمارسون أعمال شغب لإجبار الأجهزة المعنية على التحرك خوفا مما صار مصطلحا عليه الفتنة".
وأكد "أننا حافظنا على كل خطاب هادئ، واتخذنا قرارا على مستوى حزب الله بألا نطلق أي موقف فيه تحريض أو إثارة أو دفع الناس إلى اتخاذ خطوات تصعيدية، واعتقدنا أن هذا هو الخيار الأسلم لأنه سيبقى بالنسبة إلينا الحل من خلال الدولة ومؤسساتها على الرغم من كل الواقع المأساوي لهذه الدولة اليوم، وعلى الرغم من التفاوت في التعاطي مع القضايا، ومع ذلك سنبقى نصر على الدولة لتقوم بواجباتها تجاه هذه القضية".
واعتبر فضل الله أن "الذي قتل هذا الشهيد ليس فقط الرصاصات الغادرة والجهات التي خطفته، بل إن خطاب التحريض وخطاب القوى السياسية التي تغطي المحرضين الذين حولوا بعض المناطق إلى بؤر للتكفيريين وإلى إمارات محمية وإلى دويلات داخل الدولة هي التي قتلته أيضا، وإلا كيف أن مواطن يخطف ويحقق معه ويتباهى أولئك الذين خطفوه بأنهم قاموا بهذا العمل ومن ثم يطلق عليه النار ويقتل غدرا، فهذا الذي جرى بأي دولة أو شريعة أو إسلام أو ثقافة موجود".
وتابع: "إن الشهيد فواز بزي هو من شهداء هذه المقاومة، هو شهيد كأي شهيد قضى على الجبهة هنا في عام 2006 وقضى في مسيرة المقاومة على امتداد تاريخها، وهو شهيد كأي شهيد قضى في المعركة مع أولئك التكفيريين"، لافتا إلى أن "ميزته الأخرى أنه الشهيد المظلوم الذي اغتيل غدرا، فشهداؤنا في كل معاركهم الرصاص في صدورهم لأنهم لم يولوا من أي معركة، ولأنهم كانوا يواجهون الموت بالموت وكانوا يقتحمون الحصون والمواقع ولا يتراجعون، ولكنه هو قضى غدرا وغيلة على يد أولئك القتلة والمجرمين".
وأضاف: "ربما كثيرون لا يعرفون هذا الشهيد لأنه عاش مع أهله وأسرته في تلك المنطقة ومع جيرانه بمحبة وألفة ومودة، وحمل معه القضية المركزية ألا وهي الصراع مع العدو، وكان يعتقد أن هذه القضية هي التي تجمع ولا تفرق"، لافتا إلى أن "أولئك التكفيريين القتلة تناسوا كل قضايا الأمة والعدوانية الإسرائيلية ومجازر العدو ووجهوا حرابهم إلى من يقاتل هذا العدو في فلسطين أو في لبنان، ونحن كنا دائما شركاء في أي إنتصار في فلسطين أو في لبنان وصناع هذه الإنتصارات".
وختم فضل الله: "إن الشهيد فواز بزي شهيد مظلوم، والمظلومية تحفر عميقا في وجداننا، ونحن الذين ننتمي الى مدرسة الإمام المظلوم إلى مدرسة سيد الشهداء الذي علمنا كيف نكون مظلومين فننتصر، واليوم علينا أن نتعلم من دم هذا الشهيد كيف نكون مظلومين لكي ننتصر على الفتنة والتحريض وعلى هذا الإرهاب التكفيري، وننتصر أيضا من خلال محافظتنا على وطننا وبلدنا، وأيا تكن الجراح والآلام لن ننجر إلى أي فتنة ولن نترك لهؤلاء أن ينفذوا مآربهم في بلدنا".