أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ندوة روحية إسلامية مسيحية في مسجد الرحمن استراليا

الأحد 28 أيلول , 2014 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,288 زائر

ندوة روحية إسلامية مسيحية في مسجد الرحمن استراليا

بعد تلاوة أيات بينات من القران الحكيم, إستمع الحضور لمحاضرة قدمها الاب دايف سميث, إستهل محاضرته بكلمة " بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم " ثم بدء بالحديث عن أهمية الحوار بين الاديان والتعايش المشترك على اسس الانسانية الراقية, وقال : لو إجتمع الانبياء محمد وعيسى وموسى سلام الله عليهم لما إختلفوا ولما تفرقوا, وتسائل لماذا لا يقتدى أتباعهم بهم؟ وحدد عدة أسباب منها العشائرية والقبلية التي تتغلب على روحية الدين والعقيدة فتصبح العشيرة فوق الدين بل دين جديد, فالدين أوسع وأشمل من القبلية والعشائرية, وقد يخسر الانسان الله عندما يتعصب لقبيلته وعشيرته.

وقال : ان هناك من يتعصب للاسلام وهو لا يعرف من الاسلام شيئاً, وهناك من يتعصب للمسيحية وهو لا يعرف عن المسيحية شيئاً, فالادعاء بالاسلام والمسيحية من دون معرفة وتطبيق كمن يدعى الديمقراطية وهو يمارس أبشع الدكتاتورية, وشدد على نبذ فكرة " نحن وهم ", فعلينا ان نتحلى بروح الوحدة وننظر الى الانسان بإنسانيته وليس بشكله ومظهره ولونه.

أضاف: ما نشهده اليوم من جرائم مروعة تقوم بها مجموعات " داعش " لا يتحمل مسؤوليتها المسلمون, بل هم ضحايا " داعش" وضحايا ردات الفعل التي شهدناها خلال الاسبوع الماضي بعد مداهمات الشرطة لبعض المشتبه بهم بدعم " داعش ", بحيث شهدنا دعوات تحريضية ضد المسلمين في استراليا, وشبه غزوات " داعش " بالحملات الصليبية التي كانت لا تمثل المسيحية وتعاليمها السمحاء.

ختم كلمته في الاشارة الى تعاليم السيد المسيح عليه السلام التي تدعو الى المحبة والسلام والوئام والتسامح والاندماج.

وأجاب على عدد من أسئلة الحاضرين.

 القى بعده سماحة الشيخ جهاد اسماعيل محاضرة قيمة تحدث بها عن أهمية الحوار بين الاديان وشرح بإسهاب عن كيفية الحوار الحقيقي, فالحوار الحقيقي يعبر عن الجوانب الاساسية للروح البشرية, والحوار أداة تعزز فهم أفضل بين الجماعات الدينية المختلفة ويشجع على التعايش السلمي بين مختلف البشر, وعدد الكثير من طرق الحوار.

وأضاف : الحوار بين الاديان ليس معناه تخلي الانسان عن عقيدته ودينه بل احترام المعتقدات الاخرى وعدم المساس بها وضرب مثلا على ذلك قول الامام علي عليه السلام في وصية لمالك الاشتر " يا مالك إن الناس صنفان: (إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) وبهذا جسد الامام علي عليه السلام كيفية التعامل مع اصحاب المعتقدات الاخرى.

وضرب مثلا أخر من القران الكريم "    يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ .

وأكمل : إن الغرض من الحوار ليس دمج الاديان والمذاهب في دين واحد, بل فهم الاخر وعدم تهميشه وإستقصائه , ودعى الى الذهاب أبعد من التعايش, لان كلمة تعايش تعنى كأنك إنسان مفروض عليك أن تتعايش مع إنسان أخر, بينما المفروض ان نعيش روح الاندماج والمحبة فيما بيننا والابتعاد عن مفهوم " نحن وهم " كما ذكر الضيف الكريم الاب دايف سميث.

فوظيفة الحوار تكمن في جلب القلوب بدلا من جلب العقول.

كما تطرق في كلمته حول " داعش " قائلا : هؤلاء الارهابيون يستهدفون المسلمين قبل المسيحيين, هؤلاء إعداء الانسانية والبشرية, والمسلمون لا يتحملون وزر شر أعمالهم ومن الظلم تحميل المسلمين مسؤولية ما يفعلونه من جرائم ضد الانسانية.

في ختام الندوة قدم الشيخ جهاد اسماعيل هدية للاب دايف سميث وشكره على حضوره, وشكر جميع الضيوف والذين ساهموا في نجاح هذه الندوة التي ستكون باكورة ندوات مستقبلية تستهدف نشر التوعية في المجتمع الاسترالي المتعدد الحضارات والاديان والمذاهب .

تركت هذه الندوة أثراً كبيراً في نفوس جميع الحاضرين, فكانت مفعمة بالروحية والمحبة والوئام والوحدة وهذه رسالة الاسلام العظيمة التي أراد الاعداء تلويثها ورجمها, فكان المسلم مسيحيا بتسامحه, والمسيحي محمديا بأخلاقه.

 

حسين الديراني‏ - بنت جبيل.اورغ 


Script executed in 0.19475913047791