14 ايلول من العام 1964 وفي منزل جدي لوالدتي المرحوم خليل الصغير ( ابو ابراهيم ) وفي محلة السد العالي تحديدا ابصرت النور على هذه الحياة ، وكانت بداية العشق المميز للارض الطاهرة في جبل عامل الحبيب ولا سيما ارض بنت جبيل الطاهرة والمقدسة الى ابعد الحدود لأن ترابها الكريم يحتضن دماء وثرى الابطال من ابنائها اللذين قدموا أغلى ما يملكون في سبيل العزة والكرامة والاباء .
بنت جبيل يا انشودة الحياة ، يا بلدتي الحبيبة الغالية ومسقط رأسي في حي السد العالي تحديدا .
23عاما من الغربة الكندية المريرة والقاسية الى ابعد الحدود ، ازداد الشوق لترابك النفيس الغالي الذي امسى اكثر قداسة وطهرا بعد ان لامس ذلك التراب الدماء الزكية والطاهرة للحاج خالد ورفاقه الميامين الابرار ورفاقه الشهداء المقاومين .
احيانا كثيرة تراني أجول بخيالي كثيرا فمرة اصل الى صف الهوا فأقف قليلا لألقي نظرة على كل شيء حولي ، انزل لاصل الى السوق هنا كانت السرايا واواصل المسير هذه ساحة النبية وهذا طريق العين والذي يؤدي الى طريق المسلخ .
اواصل الصعود نحو مارون الرأس من هناك تبدو بنت جبيل كأميرة وكأنها توجت على عرش الحمال الالهي الاخاذ .
اصعد الى جبانة البلدة حيث كوكبة من المتوفين من ابناء بلدتنا الحبيبة الغالية بنت جبيل ، لامست اجسادهم الطاهرة تراب الارض الحبيبة والغالية و نحن البعيدين عن الوطن جسما ولكن المتعلقين بتلك الارض الطيبة التي رائحتها عبق الشهداء الابرار الميامين .
ماذا اقول عن بنت جبيل التي لا تفارق صورتها الابية مخيلتي ابدا وانا الذي حرمت منها كغيري من ابناء البلدة لسنوات وسنوات طويلة نتيجة الاحتلال والظلم قبل التحرير المبارك الذي تعمد بالدماء الزكية للشهداء الذين رسموا تاريخ جديد في ظل هذا العار العربي المخزي والمخجل في ان معا .
رحم الله كل المتوفين من ابناء بلدتنا وعموم الموتى عامة وأسال الله تعالى لهم الرحمة والمغفرة وجنان النعيم على الدوام . لعل اصعب واشد الامور ايلاما على المرء عندما يكون بعيدا عن المكان الذي يعشقه ويفكر فيه ليلا ونهارا على حد سواء .
انها بنت جبيل عاصمة المقاومة والتحرير التي سيلازمني عشقها الابدي حتى الرمق الاخير من حياتي هذه .
اصل الى جانب السوق هو الحب لكل حي وبيت وشجرة ، من هنا صعودا نحو تلة مسعود ومن هذه الطريق تواصل سيرك في كل الاحياء الداخلية للبلدة ، اشتاق لكل شيء فيها ، اشتاق للحجر والشجر والبشر اشتاق لكل شيء في بلدتي الغالية الحنونة .
هي بنت جبيل الغالية التي ستحتضن جسدي يوما ما وبذلك اعود الى التراب الذي احببت ولو بعد حين بعد ان قضت ظروف الحياة القاسية ان نعيش في غربتنا البعيدة هذه بعد ان سدت بوجهنا كل سبل العيش هناك .
لعل اصعب واشد الامور ايلاما على المرء عندما يكون بعيدا عن المكان الذي يعشقه ويفكر فيه ليلا ونهارا ، انها بنت جبيل عاصمة المقاومة والتحرير التي سيلازمني عشقها الابدي حتى الرمق الاخير من حياتي هذه .
في فترة السبعينات من القرن الماضي كنت اول مرة اسمع بأسم واصف شرارة كان في منازل البلدة وتحديدا في محلة السد العالي في بلدتنا الحبيبة الغالية بنت جبيل وفي الحارات الداخلية للبلدة ومحلاتها المنتشرة في كل مكان .
الرجل عربي ومقاوم شرس في سبيل افكاره ومبادئه .
كنت في طفولتي احاول فهم بعض الامور السياسية من خلال نقاش سياسي لبعض الناس هنا ورؤية صورة قائد كبير كالرئيس العربي الراحل جمال عبد الناصر تتصدر احد منازل البلدة ، او صور الرئيس العربي الراحل : حافظ الاسد التي كنت اسأل نفسي وبدافع طفولي لماذا هي موجودة بهذه الكثافة في بلدتي الحدودية القابعة تماما بمحاذاة فلسطين الحبيبة وهي على مرمى حجر من بنت جبيل ؟؟
لمشروع الاخضر ، الجزائر ، الاخضر العربي المقاوم الشهيد امين سعد ، كلها اسماء تعيدني الى بنت جبيل الحبيبة .
واصف شرارة علم من اعلام وطني وشرف كبير ان تجمعنا بنت جبيل الحبيبة المقاومة مع اسمه العظيم .
سلام على ارض بنت جبيل الحبيبة الطاهرة التي أرتوت بدماء الشهداء الابرار البواسل ، الحاج قاسم والسيد ابو طعام وكل رفاقهم من الابرار الذين رسموا بدمائهم الطاهرة الشريفة عزة وكرامة الامة قاطبة .
سلام من القلب الى كل أهلنا وجيراننا التي كانت تعج بهم ضواحي الفقر والحرمان في النبعة ومن ثم لاحقا في حي ماضي ما يعرف بحي الكندرجية وصناعة الاحذية التي عرفت بها بنت جبيل على مر تاريخها ووصل العديد من ابنائها الى مراكز عليا بفضل تضحيات وعرق جبين ابائنا الكرام الاحبة .
السلام على كل ابائنا الكرام ، والى أمهاتنا الطيبات اواللواتي علمونا حب الوطن والتضحية في سبيله مع الحليب وعلمونا ايضا ان طريق الحق هو المنتصر منذ ثورة ابي عبد الله الحسين في كربلاء الابية وحتى يومنا الحاضر هذا .
تحية حب ومودة لأمهاتنا الكريمات المضحيات على الدوام .
بوركت تلك الايادي الطاهرة التي تلامس الارض الطيبة والعطرة التي اشتاق لأشم رائحتها الزكية التي ليس كمثلها كل عطور ورياحين كل هذه الكرة الارضية قاطبة والى الابد .
انها بنت جبيل المقاومة الصامدة منذ عشرات السنين وحتى يومنا الحاضر هذا .
انها واصف شرارة وفؤاد دباجة ومحمد جمعة الى اسعد بزي وهيثم وعلي ومحمد وكفاح وكل شهدائها الابرار المقاومين وصولا الى الحاج قاسم ورفاقه من شهداء الوعد الصادق ، أنها بنت جبيل عروس الجليل وحاضرة جبل عامل ، مهد الثوار ومنبت الاحرار والمقاومين والتي مجرد ذكر اسمها امام قادة العدو يثير بهم الرعب والخوف . انها بنت جبيل حيث سيرسم التاريخ من جديد ، الامر الذي دفع قادة العدو الى اطلاق اسم ( المدينة الملعونة ) عليها لأنها لقنتهم درس كبير ومعبر عن كيفية الدفاع المشروع عن الارض الطاهرة الأبية الطاهرة .
اي عز وكبرياء هذا وفخر ان يجد المرء منا ان هذه المدينة المقاومة هي مسقط راسه وهي المكان الذي سيدفن فيها ثراها الطاهر يوما ما عندما يأخذ الله تعالى امانته التي أودعها فينا .
بنت جبيل يا انشودة النصر والحنين والكرامة الدائمة .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة نلتقي والى اللقاء في مقال قادم والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا المنبر الاعلامي المميز : ( موقع بنت جبيل دوت اورغ الكريم ) والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
: visionmag64 @Gmail.com
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الاربعاء 12 تشرين الثاني 2014