ما بين عيدي الفطر والميلاد تغرب منجي حسن وزوجه واولاده الاربعة، تغربوا غربة ثانية رغم شهادتهم بعد غربتهم الاولى عن الوطن الذي لم يتسع لجميع ابناءه الذين ساحوا في الارض ليعود مع كل كارثة، عددا منهم محمولا على اكتاف القهر والحسرة.
اليوم كان دور منجي حسن وزوجه نجوى وابناءهم محمد وحسن وحسين ورقية الذين عادوا الى بلدتهم حاريص عشية الميلاد، عادوا شهداء بعدما كانوا خططوا ان يقضوا عيد الفطر السعيد مع اجدادهم والاقارب، عادوا محملين بالنعوش وملفوفين بالاكفان ليرقدوا بخلاف امانيهم التي حلموا بها.
البلدة التي ينتشر اكثر من ثلثي ابناءها بين بلدان الاغتراب كان لها النصيب الاكبر من هذه الكارثة، وهي التي لم يغب اسمها عن كوارث سابقة من طائرة كوتونو الى الطائرة الاثيوبية وصولا الى اليوم الاسود للطائرة الجزائرية، لذلك فقد الفت مثل هذه التشيعات.
اليوم سارت البلدة خلف النعوش التي جابت شوارع تمتد على جنباتها قصور خاوية تحولات مع هذه الكارثة الى هياكل من الحجارة استحت من صورة الموت وهي الاعرف بأنها بنيت بدم اصحابها وليس بعرقهم فقط.
المشيعون مشوا خلف النعوش بسوادهم وحرقة قلوبهم عين تبكي على اخ او رفيق او قريب واخرى على خوف وحسرة وغصة على احبة يعيشون خلف البحار داعية الى الله ان يرحم الشهداء ويسلم الاحياء ليعودوا الى وطنهم على اقدامهم، ويحنن قلوب حكومتهم عليهم كي لا يضيع دمهم بين بوركينا فاسو ومالي والجزائر واسبانيا ومن يدري اي دول اخرى.
بنت جبيل.اورغ - مصور
