فهذه هي مقولتهم اليوم، ويريدون أن يسجلوا شهادة عند السلاطين والأمراء أنهم اعترضوا واحتجوا وشتموا، متسائلاً متى كانت الشتيمة تؤثر على مواقفنا وثباتنا، ومتى كان التهويل يغيّر من قناعاتنا، ومتى كانت الحرب النفسية والإعلامية والسياسية والعسكرية تؤثر على عزيمتنا، مؤكداً أننا أخذنا موقفاً من الأحداث في سوريا يوم وقف أغلب العالم على المقلب الآخر، وبقينا ثابتين على هذا الموقف، ولم تهزنا أي ريح، وأثبتت السنوات الأربعة لما حدث في سوريا أننا كنّا على الطريق الصحيح، وأننا تمكّنا من حماية بلدنا، ومن منع إسقاط سوريا، وأفشلنا مع جيشها وشعبها وقيادتها هذا المخطط، مشيراً إلى أن التجربة ذاتها ستتكرر اليوم، فالحرب من الجو لا يمكن أن تغير شيء على الأرض، وفي الأيام الأولى لحرب تموز عام 2006 وقف حالوتس ليتبجح ويدعي أنه انتصر، ومرّت الأيام وهزم حالوتس والعدو معاً، فالذين يهوّلون اليوم في العالم العربي ويمارسون حرباً إعلامية ونفسية على الشعب اليمني وعلى كل موقف مؤيد له، ستتكرر معهم التجربة ذاتها، فلا يمكن لأي جيش أن يقهر إرادة الشعب، ومثالاً على ذلك التجارب التي حصلت مع الجيشين الأميركي والإسرائيلي وغيرهما من الجيوش، مؤكداً أنه عندما تكون هناك إرادة للشعب فإنه هو الذي ينتصر، فلا يمكن قهر الشعوب، حتى لو كانت فقيرة وليس لديها إمكانيات.
كلام النائب فضل الله جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد خطار توفيق عبد الله في مجمع المرحوم موسى عباس في مدينة بنت جبيل بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين بالإضافة إلى عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من أهالي المدينة والقرى المجاورة.
وأكد أننا لن نتزحزح عن موقفنا وثباتنا وعن رأينا في الإنتصار للمظلومين، وفي قول كلمة الحق أياً تكن الإتهامات والتهويلات والضجيج الإعلامي.
ورأى النائب فضل الله أنه لولا المقاومة لكنّا اليوم نبحث عن بلدنا في مخيمات النازحين، أو في الزواريب والسياسات الملتبسة هنا وهناك، ولكن بفضل هذه المقاومة وتضحيات شهدائها بقي لنا بلد إسمه لبنان، وشعب إسمه الشعب اللبناني، مشيراً إلى أن ما كان واضحاً للمقاومة منذ بدايات المعركة في مواجهة هؤلاء التكفيريين، قد ثبت اليوم للجميع، ولذلك فإن الكل يتحدث في لبنان عن هذا الخطر التكفيري الذي دعونا الجميع ليكون جزءاً من مواجهته ضمن استراتيجية وطنية يؤدي الجيش اللبناني فيها دوراً أساسياً، ونحن دائماً كنا نقول أن مسؤولية الدفاع عن لبنان هي مسؤولية الدولة، لافتاً إلى أنه عندما تغيب الدولة لأي سبب من الأسباب، تحضر المقاومة لتحمي وتدافع، وعندما يقف الجيش على خطوط المواجهة ويقدم التضحيات نحن نعلن على الملأ أننا معه ونقف إلى جانبه في مواجهة هذه الجماعات التكفيرية أو في الإنجازات التي يحققها على المستوى الأمني في تفكيك هذه الشبكات التكفيرية، وآخرها الشبكة التي اعترفت أنها قتلت فواز بزي ابن هذه المدينة، واغتالته في طرابلس، ووقفنا هنا في تأبينه لندعو لملاحقة القتلة والمجرمين، وها هم قد بانوا واعترفوا واكتشفوا، معتبراً أن لا معالجة ولا حل مع هذه الجماعات التكفيرية إلاّ بالتفكيك والإستئصال، وهذا ما كنا ندعو إليه في البداية، وما أثبتناه في الميدان ولا زلنا ندعو إليه اليوم سواء كانت هذه الجماعات في لبنان أو في سوريا أو في أي موقع من المواقع في عالمنا العربي والإسلامي، مؤكداً أننا عندما نقدم التضحيات في مسيرة المقاومة، فإننا نقدمها دفاعاً عن الجميع حتى عن أولئك الذين يختلفون معنا في السياسة أو الذين لا يرون رؤيتنا، لأن هذا الخطر هو خطر على الجميع، وواهم من يعتقد أنه بمنأى عنه.